تتواصل جرائم الحرب التي تمارسها السلطات الإسرائيلية المحتلة ضد الشعب الفلسطيني في غزة. حيث حصدت الطائرات والصواريخ أكثر من 500 شهيد وأكثر من 2200 جريح فى تلك الحرب الوحشية. وتأتى حرب الإبادة وسط صمت عالمي مثيرا للشبهات فلا الأمم المتحدة طالبت بوقف العدوان، الذي يخرق كل قواعد المواثيق الدولية التي يفترض أنها الحارس علي صيانتها وتطبيقها، ولا أعلنت عن عزمها بإرسال لجنة لتقصي الحقائق أو لطلب بوقف إطلاق النار ولا أي تصرف خلاف ذلك. وعلي الجانب الآخر تدين الإدارة الأمريكية الراحلة حركة حماس وتحملها وزر موت المدنيين من النساء والأطفال بينما، لم تشأ الإدارة الأمريكية الوليدة قطع أجازة الأعياد ولو لبضع دقائق تدلي فيه بدلوها فيما يحدث في المنطقة. وعلي الفلسطينيين انتظار نتائج المشاورات بين القادة العرب الخاصة بعقد مؤتمر قمة عربية وتحديد مستوى التمثيل ومكان انعقاده، أملا في صدور بيان شجب جديد يضاف للبيانات السابقة التي لم تحمي طفلا ولا امرأة ولا تنقذ مصابا يصارع الموت. وما نطلبه الآن بشكل عاجل من الدول العربية التي تقييم علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني بالمثول للإرادة الشعبية العربية بتجميد التمثيل الدبلوماسي علي الجانبين كخطوة أولي علي طريق قطع العلاقات مع دولة الاحتلال.وأن تقطع الحكومات العربية أيضا كافة أشكال التطبيع الاقتصادي والثقافي مع دولة الاحتلال. وفتح كافة المعابر بين فلسطين ودول الجوار العربية.والسماح لكافة القوي الوطنية والشعبية في فلسطين والوطن العربي للتكاتف لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتأكيد وحدته الوطنية.
والمفارقة الغريبة فى الموقف العربى أنه دائم الانتظار لما تقرره إسرائيل من تنفيذ مجازر ومحارق جماعية ليهبوا لنجدة إخوتهم فى العروبة، وبالطبع لديهم الكثير من الوقت، لا سيما أن محرقة غزة هى متدحرجة حسب قول القيادات العسكرية الإسرائيلية، وربما ستستمر لأكثر من ثلاثة وثلاثين يوما كما جرى فى عدوان 2006 على لبنان. فهل ستتطابق نتائج المحرقة فى غزة مع نتائج العدوان على لبنان؟.
وبقدر ما كان المشهد فظيعا وجارحا للعين وخادشا للكرامة العربية، فقد مثّل حلقة من مسلسل دامٍ ألفته عين المشاهد العربى لكثرة ما تكرر فى غير ما مكان من خارطة العرب؛ فى بغداد وبيروت وفى أكثر من موضع فى فلسطين: طائرات من أحدث الطرز فى حالة تسيّد تام على الأجواء تجوبها بمنتهى الحرية وتمطر مدنا مستسلمة لقدرها بوابل من المتفجرات يحسب بالأطنان.أما بقية المشهد فمعروفة سلفا، رأيناها فى ملجإ العامرية ببغداد، وفى بيروت وقرى الجنوب اللبناني، وفى جنين بالضفة الغربية، وأخيرا فى غزة: دماء تغطى الشوارع، أشلاء متناثرة لمدنيين من مختلف الأعمار، جرحى ممزقون ومحترقة أجسادهم تُدمى أنّاتهم الأفئدة.. عويل يتامى وثكالى..ثم بعد ذلك يكون للتراجيديا صداها فى الإعلام وأروقة السياسة لكن على شكل "ملهاة": ناطق رسمى باسم السفاح يطل على شاشة التلفزيون ليتقيأ فى وجه المشاهد كذبا صريحا عن عدم استهداف المدنيين وعن "الدفاع المشروع عن النفس".. مناشدات غربية بالكف عن الاستخدام المفرط للقوة.. دعوات لضبط النفس.. إدانة أمريكية للضحية وثناء على المعتدي.. دعوة من مجلس الأمن لوقف القتال وإحجام عن إدانة المعتدي.. ثم -وهذا الأهم- سيل من التنديد العربى ودعوة لعقد قمة طارئة لا تنعقد عادة إلا بعد أن يكون العدو قد نفّذ مخططه ونال مبتغاه، وبعد أن تكون واشنطن قد مُنحت الفرصة كاملة للدخول على خطها وإفراغها من محتواها، وهذا فى اعتقادنا مصير القمة العربية التى دعت إليها قطر وحُدّد لها موعد الجمعة.إن موقفا عربيا عمليا صارما تجاه إسرائيل وتجاه حليفتها الولايات المتحدة التى بلغت وزيرة خارجيتها درجة من الوقاحة لا تطاق، هو المطلوب فورا ودون الحاجة حتى إلى عقد قمة قد تنعقد وقد لا تنعقد وقد يحضرها الجميع وقد يقاطعها البعض، وهو أمر متوقع فى ظل الدور المريب لبعض العرب فى العدوان، وقبوله بأن تكون عاصمته منبرا لتهديد الفلسطينيين والمحطة الأخيرة قبل البدء فيه.أما لمن يحاول من العرب أن يدس رأسه فى الرمل محمّلا مسؤولية ما يجرى لطرف ما من أطراف المعادلة الداخلية الفلسطينية، فنقول إن درامية اللحظة ودمويتها لا تسمح بالعودة إلى الصغائر، فالقنبلة الإسرائيلية حين تنهال من السماء لا تفرّق بين حمساوى وفتحاوي. فحين ارتكبت إسرائيل مجازر قبية ودير ياسين وكفر قاسم واللد وعيلوط والطنطورة والصفصاف وصبارين، لم يكن ثمة شيء فى الوجود اسمه "حماس".بل إنها لم تفرق بين فلسطينى وعربى آخر حين اقترفت مجزرة أبو زعبل بالقاهرة ومذبحة مدرسة بحر البقر بالشرقية ومجزرتى صبرا وشاتيلا ثم قانا فى لبنان. فحذار.. ثم حذار من أن يطمع أحد أطراف المعادلة الفلسطينية، أو أى طرف عربى آخر بأن تقدم له إسرائيل خدمة سياسية من خلال مجزرتها فى غزة بإزاحة هذا الطرف أو ذلك من الحكم، لأن أحدا من الجماهير العربية مهما كان انتماؤه السياسى والإيديولوجى لن يغفر له فوزه بفُتات سلطة على أشلاء أبناء جزء من الشعب الفلسطيني.إن غزة اليوم تذبح لأنها فلسطينية عربية مسلمة، لا لأنها حمساوية أو جهادية أو فتحاوية ولذلك ندعو إلى نصرتها بأفعال وإجراءات توقف العدوان أولا وتضمّد الجراح وتزيل آثار الحصار ثانيا، لا بمواقف لفظية وبكائيات لا تليق إلا بالعاجزين عن الفعل أو الراغبين عنه.فالمطلوب من القمة العربية أقله البحث عن استراتيجيات بديلة للسلام الموعود، فهل ما زالت مبادرة قمة بيروت صالحة للتفاوض، أم يجب البحث عن أطر اخرى؟ وإذا كان السلام أمراً لا بد منه عربيا، فليكن بشروط لا تخضع لتداعيات المحارق ونتائجها، فالسلام الإسرائيلى الموعود الذى لم ولن يكون ليبشر يوماً سوى بمجازر واعتداءات موصوفة.لكن فليدرك العرب والعالم أن نتائج الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة لن تكون مغايرة عن نتائج الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والمقاومة، وسيكون ردّ الفعل الفلسطينى شبيهاً بردالفعل اللبنانى الذى تمكّن من محو الآثار السياسية للحرب، وقلبها رأساً على عقب.
والمفارقة الغريبة فى الموقف العربى أنه دائم الانتظار لما تقرره إسرائيل من تنفيذ مجازر ومحارق جماعية ليهبوا لنجدة إخوتهم فى العروبة، وبالطبع لديهم الكثير من الوقت، لا سيما أن محرقة غزة هى متدحرجة حسب قول القيادات العسكرية الإسرائيلية، وربما ستستمر لأكثر من ثلاثة وثلاثين يوما كما جرى فى عدوان 2006 على لبنان. فهل ستتطابق نتائج المحرقة فى غزة مع نتائج العدوان على لبنان؟.
وبقدر ما كان المشهد فظيعا وجارحا للعين وخادشا للكرامة العربية، فقد مثّل حلقة من مسلسل دامٍ ألفته عين المشاهد العربى لكثرة ما تكرر فى غير ما مكان من خارطة العرب؛ فى بغداد وبيروت وفى أكثر من موضع فى فلسطين: طائرات من أحدث الطرز فى حالة تسيّد تام على الأجواء تجوبها بمنتهى الحرية وتمطر مدنا مستسلمة لقدرها بوابل من المتفجرات يحسب بالأطنان.أما بقية المشهد فمعروفة سلفا، رأيناها فى ملجإ العامرية ببغداد، وفى بيروت وقرى الجنوب اللبناني، وفى جنين بالضفة الغربية، وأخيرا فى غزة: دماء تغطى الشوارع، أشلاء متناثرة لمدنيين من مختلف الأعمار، جرحى ممزقون ومحترقة أجسادهم تُدمى أنّاتهم الأفئدة.. عويل يتامى وثكالى..ثم بعد ذلك يكون للتراجيديا صداها فى الإعلام وأروقة السياسة لكن على شكل "ملهاة": ناطق رسمى باسم السفاح يطل على شاشة التلفزيون ليتقيأ فى وجه المشاهد كذبا صريحا عن عدم استهداف المدنيين وعن "الدفاع المشروع عن النفس".. مناشدات غربية بالكف عن الاستخدام المفرط للقوة.. دعوات لضبط النفس.. إدانة أمريكية للضحية وثناء على المعتدي.. دعوة من مجلس الأمن لوقف القتال وإحجام عن إدانة المعتدي.. ثم -وهذا الأهم- سيل من التنديد العربى ودعوة لعقد قمة طارئة لا تنعقد عادة إلا بعد أن يكون العدو قد نفّذ مخططه ونال مبتغاه، وبعد أن تكون واشنطن قد مُنحت الفرصة كاملة للدخول على خطها وإفراغها من محتواها، وهذا فى اعتقادنا مصير القمة العربية التى دعت إليها قطر وحُدّد لها موعد الجمعة.إن موقفا عربيا عمليا صارما تجاه إسرائيل وتجاه حليفتها الولايات المتحدة التى بلغت وزيرة خارجيتها درجة من الوقاحة لا تطاق، هو المطلوب فورا ودون الحاجة حتى إلى عقد قمة قد تنعقد وقد لا تنعقد وقد يحضرها الجميع وقد يقاطعها البعض، وهو أمر متوقع فى ظل الدور المريب لبعض العرب فى العدوان، وقبوله بأن تكون عاصمته منبرا لتهديد الفلسطينيين والمحطة الأخيرة قبل البدء فيه.أما لمن يحاول من العرب أن يدس رأسه فى الرمل محمّلا مسؤولية ما يجرى لطرف ما من أطراف المعادلة الداخلية الفلسطينية، فنقول إن درامية اللحظة ودمويتها لا تسمح بالعودة إلى الصغائر، فالقنبلة الإسرائيلية حين تنهال من السماء لا تفرّق بين حمساوى وفتحاوي. فحين ارتكبت إسرائيل مجازر قبية ودير ياسين وكفر قاسم واللد وعيلوط والطنطورة والصفصاف وصبارين، لم يكن ثمة شيء فى الوجود اسمه "حماس".بل إنها لم تفرق بين فلسطينى وعربى آخر حين اقترفت مجزرة أبو زعبل بالقاهرة ومذبحة مدرسة بحر البقر بالشرقية ومجزرتى صبرا وشاتيلا ثم قانا فى لبنان. فحذار.. ثم حذار من أن يطمع أحد أطراف المعادلة الفلسطينية، أو أى طرف عربى آخر بأن تقدم له إسرائيل خدمة سياسية من خلال مجزرتها فى غزة بإزاحة هذا الطرف أو ذلك من الحكم، لأن أحدا من الجماهير العربية مهما كان انتماؤه السياسى والإيديولوجى لن يغفر له فوزه بفُتات سلطة على أشلاء أبناء جزء من الشعب الفلسطيني.إن غزة اليوم تذبح لأنها فلسطينية عربية مسلمة، لا لأنها حمساوية أو جهادية أو فتحاوية ولذلك ندعو إلى نصرتها بأفعال وإجراءات توقف العدوان أولا وتضمّد الجراح وتزيل آثار الحصار ثانيا، لا بمواقف لفظية وبكائيات لا تليق إلا بالعاجزين عن الفعل أو الراغبين عنه.فالمطلوب من القمة العربية أقله البحث عن استراتيجيات بديلة للسلام الموعود، فهل ما زالت مبادرة قمة بيروت صالحة للتفاوض، أم يجب البحث عن أطر اخرى؟ وإذا كان السلام أمراً لا بد منه عربيا، فليكن بشروط لا تخضع لتداعيات المحارق ونتائجها، فالسلام الإسرائيلى الموعود الذى لم ولن يكون ليبشر يوماً سوى بمجازر واعتداءات موصوفة.لكن فليدرك العرب والعالم أن نتائج الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة لن تكون مغايرة عن نتائج الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والمقاومة، وسيكون ردّ الفعل الفلسطينى شبيهاً بردالفعل اللبنانى الذى تمكّن من محو الآثار السياسية للحرب، وقلبها رأساً على عقب.