قائمة المدونات الإلكترونية

الجمعة، 12 يوليو 2024

مبادرة ثقافية لتعزيز التواصل بين أبناء البادية المصرية واتحاد الكتاب

 

 

تقدير من أبناء البادية المصرية لجهود اتحاد الكتاب في الحفاظ على التراث

اتحاد الكتاب المصري يمد جسور التواصل مع أبناء البادية

تحت رعاية د.علاء عبدالهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب أقامت شعبة أدب البادية والتراث الشعبي برئاسة الكاتب أبوالفتوح البرعصي  الفعالية الثقافية لشهر  يوليه ٢٠٢٤م تحت عنوان (أدب وتراث البادية لدى بادية قبيلة الحمر الأشراف والمعروفين بعائلات الحمرى بالفيوم والجيزة ومطروح والمنيا والإسكندرية والبحيرة ومطروح وبنى سويف والشرقية وفى العديد من الدول العربية الشقيقة ) شارك فيها من أعضاء هيئة مكتب النقابة العامة الشاعر  والإذاعي زينهم البدوى الأمين العام  للنقابة والشاعر  والإذاعي السيد حسن  نائب رئيس النقابة ومن  رموز بادية الحمرى المستشار مختار عنصيل  الحمرى  رئيس محكمة جنايات الجيزة من بادية الفيوم وعضو مجلس النواب عن محافظة مطروح النائب جمال الشورى والأستاذ صلاح الدين العكب الحمرى  والأستاذ عبدالناصر محمد عطية الحمرى   من بادية الفيوم والعمدة سعد كويله بوشناف الحمرى  من بادية مطروح والعمدة محمد عبدالله الخولى الحمرى من بادية البحيرة والأستاذ  الصحفى  بجريدة الجمهورية محمد عبدالمجيد الحمرى من بادية الشرقية  وكوكبة من الأدباء والكتاب والشعراء من أعضاء الشعبة وشعب ولجان أتحاد كتّاب مصر   وبعض مشايخ ورموز قبائل البادية  وتخلل تلك الفعالية تقديم نماذج شعرية وموسيقية وغنائية لبادية الحمرى  وتم تكريم النقابة والشعبة بتقديم درع القبيلة للنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر لدورها البارز فى  الرعاية  والاهتمام بادب البادية وتأسيس شعبة  ضمن شعب ولجان النقابة لأدب البادية والتراث الشعبى  وكرمت النقابة بعض رموز تلك القبيلة لدورهم المتميز فى الحفاظ على التراث الثقافى من تقديرا  لذاكرتهم  العامرة  وحول تلك الفعالية  يقول الكاتب ابوالفتوح البرعصى  مؤسس ورئيس شعبة أدب البادية والتراث الشعبى  بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ان هذه الفعالية لها خصوصية  حيث تقدم عدد كبير من بادية قبيلة الحمر الأشراف وعلى رأسهم المهندس صلاح الحمرى  بدعوة الشعبة وإقامة  فعالية خاصة حول  أدب و تراث بادية الحمر أوعائلات الحمرى  فى عزبة السمان بالهرم  ولكن بالشورى بينهم استقر الأمرعلى حضورهم لمقر الاتحاد بالزمالك  فى مبادرة جديدة من نوعها  وجديرة بالاحترام  مبادرة تكريم النقابة وهذا التكريم هوبمثابة تكريم لرئيسها د. علاء عبدالهادي ومجلس إدارتها الموقر وذلك عرفانا بدور النقابة البارز فى  رعاية أدب وتراث وثقافة البادية المصرية  وأيضا يكرم أبناء بادية قبيلة الحمر شعبة أدب البادية ورئيسها الكاتب أبوالفتوح البرعصى  لدور الشعبة المتميز  بالفعاليات الثقافية الشهرية داخل وخارج  مقر  اتحاد الكتاب  بالزمالك وذلك لإظهار تراث البادية الثقافى فى أجمل صورة   وعلى الربط  الدائم  ومد جسور  التواصل بين إتحاد الكتاب والبوادى  والربوع المصرية العامرة بالتراث الثقافى الشفاهي .

ونسقت  بنت البادية الشاعرة والإذاعية د. أحلام أبونواره  مقرر الشعبة فقرات الفعالية وكانت البداية مع السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية  ثم كانت كلمة رئيس الشعبة ألذى رحب بالحضور الكريم  ورموز البادية وضيوف المنصة  النائب جمال الشورى  والمستشار مختار عنصيل الحمرى رئيس محكمة جنايات الجيزة والشاعر والإذاعي  زينهم البدوى أمين عام النقابة  والأستاذ عبد الناصر الحمرى  ورحب برجال الصحافة والإعلام  ومشايخ العرب وشعراء وأدباء شعبة  البادية والفصحى والعامية شاكرا ومثمنا جهود من أعدّوا ونسقوا تلك الفعالية وكذلك من حضروا من مسافات وأماكن بعيدة من أجل هذه اللقيا الطيبة  وتلك المبادرة لتكريم النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر . ثم قدم  البرعصى الأستاذ عبدالناصر الحمرى  ليلقى  كلمة بادية  قبيلة الحمر الأشراف والذى شكر الحضور ووجه الشكر والتحية لاتحاد كتاب مصر على حسن الاستقبال رعاية أدب وتراث البادية المصرية مقدما بعض النماذج الشعرية والتى فيها دلالة عن تراث بادية الحمرى  ضمن قبائل المرابطين فى مصر والشقيقة ليبيا وبعض الدول العربية .

ثم كانت كلمة النائب جمال الشورى لعميرى  الذى استجاب لدعوة أبناء بادية الحمرى وقال فى بداية كلمته موجها الشكر لاتحاد كتاب مصر على تأسيس شعبة لأدب البادية والتراث الشعبى  وأنه أول مرة يزور  فيها مقر النقابة وأنه سعيد أيما سعادة  بهذا النشاط الثقافى حول أدب تراث البادية ومقدرا دور ابن البادية المصرية المخلص د. أبوالفتوح البرعصى رئيس الشعبة وبنت البادية د. أحلام أبونواره  مقرر الشعبة وابن مطروح  الكاتب الصحفى عبد الستار حتيتة على دورهم في فى الحفاظ علر التراث البدوى وحسن إدارتهم للشعبة ويسعدنى أن أتقدم للنقابة العامة وشعبة أدب البادية بالدعوة  لتشريفنا وأهالينا ومشايخ القبائل  وأدباء وشعراء بادية مطروح بالزيارة وإقامة  فعالية ثقافية  تليق بالشعبة والنقابة فى أقرب وقت ممكن  وذلك بالتنسيق بيننا ورئيس الشعبة إن شاءالله .

ثم كانت كلمة معالى المستشار الجليل  مختار  عنصيل  الحمرى  رئيس  محكمة جنايات  الجيزة والذى رحب بالحضور الكريم وأبناء العم من جميع المحافظات  وقدم الشكر والتحية للنقابة ورئيسها د. علاء عبدالهادي والأمين العام  الشاعر والإذاعى  زينهم البدوى  ولنائب رئيس النقابة الشاعر والإذاعى السيد حسن وكل التحية لابننا الكاتب ابوالفتوح البرعصى رئيس الشعبة ولعضوى الشعبة د. أحلام أبونواره والكاتب الصحفى عبد الستار حتيتة وثمن الدور البارز  لاتحاد كتاب مصر والدور الريادي لمصر فى كل المجالات  خاصة المجال الثقافى والأدبى  ومصر هى الرائدة  ولها الريادة فى كل المجالات  وبعد الفتح الاسلامى  كانت الكلمة والمعنى من خلال الثقافة الإسلامية  حيث حمل أهل الثقافة والفكر مشاعل التنوير إلى البلاد والأماكن  التى فتحت  فى مشارق الأرض ومغاربها  وكانت الكلمة هى  الفاصلة وهى التى ميزت الثقافة  الإسلامية والعربية وأدباء مصر  كانت  لهم بصمتهم التى تميزهم عن غيرهم  بدليل أن رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر هو الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وهذه هى مكانة مصر على مر التاريخ و طول الدوام   واليوم  نعيش هذه الفعالية  فى هذا المكان  الذى يحتوى على صفوة شعراء وكتاب مصر  لهم منا كل التحية والتقدير  وفى الختام لى كلمة وطلب  الكلمة هى  ( شكرا

لكم  من القلب ) على تقديركم لنا  والطلب وأرجوا منكم تلبيتة نحن أبناء  بادية وقبيلة الحمر الأشراف  تشرفنا جدا  اليوم بالتواجد بينكم ولذا نتمنى تلبية دعوتنا  وتشريفنا بالحضور  والدعوة للسادة أعضاء شعبة أدب البادية  ومحبيها والسادة أعضاء هيئة المكتب ومجلس الإدارة  الموقر  نسعد بكم من خلال. إقامة فعالية ثقافية على مستوى كبير يشارك فيها رموز الشعر البدوى  على مستوى القبيلة  والبوادى المجاورة  بالفيوم وذلك  فى ضيافتي بمسقط رأسى  بمركز طامية  بمحافظة الفيوم  والتنسيق  من خلال. التواصل  مع رئيس الشعبة لتحديد الموعد المناسب .لسيادتكم 

ثم كانت كلمة الشاعر والإذاعى  زينهم البدوى  أمين عام النقابة  والذى طلب من البرعصى.أن  تكون كلمته  آخر  كلمة لضيوف المنصة  ورحب بكل الضيوف  على المنصة ومن هم  فى المسرح  ونقل لهم تحيات د.علاء عبدالهادي   واعتذاره. عن. عدم  الحضور  واثنى  على جهود. أعضاء  الشعبة وإقامة فعالياتها  داخل وخارج  النقابة. وأنه  من محبى. أدب  البادية  والمشاركة معهم  والخروج  إلى معاقل  البوادى  والنجوع. حيث الطبيعة  والمعايشة الحياتية وأنه عاشق لهذا التراث الشفاهي  البدوى  والذى هو جزء أصيل من التراث الشفاهى. المصرى  وان مصر غنية بتنوع تراثها وفى إطار الوحدة  وأن اى مجتمع لديه عادات وتقاليد  ومعتقدات  حسب سرد الأستاذ عبد الناصر الحمرى. ومايخص  الحمرى المرابطين  من كرامات  فى مظاهر الحضرة  ونحن نتناولها بالمنظور الثقافى وربما تكون هناك أشياء نتفق أونختلف معها  المهم لأيكون هناك تعارض  بينها وبين  الشريعة وان اللهجات مرجعيتها ومعينها اللغة العربية  ورحب بدعوة  المستشار مختار  عنصيل الحمرى  بإقامة فعالية لديه بمركز طامية بالفيوم. ودعوة النائب جمال الشورى لعميرى  بإقامة فعالية لشعبة البادية. بمطروح .

ثم كانت  مداخلة الشاعر والإذاعى  السيد حسن نائب رئيس  النقابة  والذى رحب برموز بادية  قبيلة الحمر الأشراف  بمسرح النقابة  وقال. اننى من اشد الناس سعادة بحضوركم  إلينا  قاطعين هذه المسافات. من مطروح. والفيوم والجيزة. والعريش. ورفح  وبنى سويف والشرقية  والبحيرة   ورحب  بضيوف المنصة  وشكر أعضاء شعبة  البادية على سعيهم الدائم  لنجاح  الشعبة  التى ولدت عملاقة وكان حفل الإفتتاح  البهيج فى مقر الإتحاد بقلعة صلاح الدين الأيوبى هو خير دليل على مكانتها وشعبيتها وقيمة المنتج الثقافى الذى يقدم من خلالها  وضم صوته  لصوت الأمين العام  وترحيبه بالدعوتين  لاهالى مطروح  والفيوم .

ثم تحدث  د. عبدالشافى الشيخ  من علماء الأزهر  والذى  رحب بكل الحضور  وشكر المهندس. صلاح. الحمرى  على الدعوة الكريمة وشكر اتحاد الكتّاب على تخصيص  شعبة لأدب  وتراث البادية وان القران الكريم  وديننا  الاسلامى الحنيف  يوصى بالتواصل بين الشعوب والقبائل من اجل التعارف  وأن القبائل  سابقة  الشعوب  وفى ختام  كلمته قام بالدعاء  لمصر. قيادة وشعبا بالأمن  والآمان  والتنمية والاستقرار .

ثم كانت فقرة  التكريم  المتبادل  بين رموز  بادية الحمرى  وشعبة البادية ونقابة  اتحاد  كتاب مصر  حيث قدم  كل  من الأستاذ  السيد حسن نائب  رئيس النقابة والكاتب  أبوالفتوح  البرعصى  رئيس الشعبة  شهادات تقدير  من النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر تكريما لرموز  بادية الحمرى   المستشار  مختار عنصيل  الحمرى  والمهندس  صلاح الدين حسين العكب  الحمرى  والعمدة  سعد كويلة الحمرى من بادية مطروح   والأستاذ  عبد الناصر  محمد عطية الحمرى من يادية الفيوم   والصحفي  محمد عبد المجيد  الحمرى بجريدة الجمهورية  من بادية الشرقية  والعمدة محمد عبدالله الخولى الحمرى  من بادية البحيرة  لدورهم  البارز  فى الحفاظ  على التراث الشفاهى  والمشاركة  فى فعاليات  الشعبة  ثم قدم  رموز القبيلة  درع قبيلة الحمر  الأشراف  للنقابة  العامة لاتحاد كتاب.مصر  برئاسة  د. علاء عبدالهادى  ودرع القبيلة لشعبة أدب البادية  والتراث الشعبى  برئاسة  الكاتب أبوالفتوح  البرعصى  .

ثم كانت  الفقرة  الفنية  الموسيقية  الغنائية لابن بادية  الحمرى الفنان خالد الحمرى الذى قدم عدة قصائد  غنائية عاطفية  والتى  صفق لها جميع  الحضور . 

ثم مداخلة  د. حنان عثمان  من  نقابة التليفزيون  التى شكرت  النقابة والشعبة  وقدمت  باقة ورد  للبرعصى  والمستشار   مختار  الحمرى .

ثم كلمة مقرر  الشعبة  الشاعرة  والإذاعية  د. أحلام أبونوارة  والتى شكرت عائلات  الحمرى  على مبادرة  تكريمهم. لاتحاد الكتاب وقدمت لهم التهنئة  على تكريم رموزهم  من. شعبة  أدب البادية  والنقابة العامة لاتحاد الكتاب  واوصت الحضور الكريم  ورموز ومشايخ القبا ئل على الاهتمام برعاية  الأبناء خاصة  البنات  والعمل على إتمام دراستهن الجامعية وأنه لأفرق بين الولد  والبنت  فى مجال التعليم .وأن الفتاة فى البادية إذا وجدت الرعاية والإهتمام تحقق نجاحات فى كل مناحى العلوم والأمثلة واضحة فى كل بوادى ونجوع مصر .

ثم كانت قصيدة شعرية للشاعرة  منصورة احمد 

وفى الختام  كانت كلمة المهندس المهندس صلاح الدين  الحمرى صاحب مبادرة تكريم النقابة وشعبة البادية ألقاها بنفسه  على مسامع  الحضور حيث قال  فيها (  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته   وكل عام وأنتم بخير جميعا بمناسبة  حلول ذكرى  طيبة وغالية على كل مسلم ومسلمة فى  جميع بقاع العالم  ذكرى الهجرة النبوية . اللهم احفظ مصر قيادة وشعبا واجعل مصر امنا وأمانا ورخاء وسائر بلاد المسلمين .

يسعدنى كما يسعد الآلاف  بل الملايين من أبناء البادية و القبائل العربية المصرية   تأسيس شعبة لادب البادية المصرية وهذه الفعاليات  الثقافية والتى تدور حول أدب وتراث البادية لدى بادية وقبيلة  الحمر الأشراف  أوعائلات الحمرى  وهو لايختلف كثيرا عن باقى قباىل البادية البادية المصرية .

 والبعض يسأل  لماذا أتينا إلى هنا  إلى مقر اتحاد كتاب مصر  بالزمالك  والطبيعى ان فكرة الفنان المبدع والكاتب المتميز  ابوالفتوح البرعصى بالخروج بالفعاليات الثقافية للشعبة مصطحبا أعضاء هيئة  مكتب النقابة العآمة وأعضاء مجلس الإدارة الموقر وأعضاء ومحبي الشعبة إلى إقامة الفعاليات الثقافية لدينا فى بوادى  وربوع ونجوع البادية المصرية  . فكرة عبقرية وجديرة بالاحترام .  . 

وأنا أقولها لحضراتكم صريحة  أننا جئنا اليوم  إلى هنا أنا ومعى رموز القبيلة من أدباء وكتاب وشعراء وفنانين لنقول لاتحاد كتاب مصر وللأستاذ الدكتور علاء عبدالهادي رئيس النقابة  العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للادباء و الكتاب العرب شكرا لك و لمجلس الإدارة الموقر على الموافقة على إقتراح  أبن البادية المصرية الفنان التشكيلى والباحث فى التراث الشعبى والبادية  بتأسيس شعبة لأدب البادية المصرية  وأحسن صنعا اتحاد الكتاب ومجلس الإدارة الموقر على اختياره رئيسا لها .

 نعم هو لها وشرف لنا جميعا  وأنا شخصيا أعرفه منذ مدة طويلة مجاهدا مخلصا فى ميدان التراث الشعبى والبادية المصرية  منذ ان كان طالبا بالجامعة مؤسسا أسرة البادية على مستوى جامعات المنيا وأسيوط والفيوم  وإعلاميا نشط بإذاعة وتليفزيون الصعيد  وفى ماسبيرو  وتأسيس نادى أدب بادية المنيا والوادى الجديد  ووادى النطرون  وهو صاحب فكرة بيت البادية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب  وتأسيس جمعية للقبائل العربية المصرية  واخيراً تأسيس شعبة لأدب البادية والتراث الشعبى هنا فى النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر . ليضيف منبرا ثقافيا مهما  لأدب وشعر وفنون وتراث البادية المصرىة  فى جميع أقاليم  مصرنا الحبيبة 

ولذلك جئنا اليوم لنقدم الشكر للنقابة ورئيسها د علاء عبدالهادي المحترم  ونساهم فى تكريمه والنقابة  وشعبة أدب البادية بهذا التكريم الرمزي  على أمل  تشريفنا فى ديارنا  وبيت المستشار مختار عنصيل الحمرى بمركز طامية بالفيوم  فى الوقت الدى ترونه سيادتكم مناسبا  وسنكون جميعا فى أنتظاركم وأنا شخصيا  ومعى رموز بادية الحمرى  داعمينكم  بالحب والتقدير والاحترام ونرحب بكل فعاليات الشعبة ونشارك فى نشاطها الثقافى داخل أروقة النقابة وفى ربوع مصر وأقاليمها المختلفة .

كل التحايا لمن حضروا وشاركوا فى تلك الفعالية التى تحمل الخصوصية  الصحفى سيد الاسكندرانى والصحفى محمد عبد المجيد من جريدة الجمهورية والصحفى مصعب فرج من جريدة الجمهور والكاتب سيد يونس من موقع أفريكانو الثقافى -  والكاتبة عزة أبوالعز مسؤول التوثيق الإعلامى لفعاليات النقابة – الكاتب مجدى بكرى – وشريف عبدالرحمن المصوى والموثق لفعاليات إتحاد الكتاب - و الشعراء شاعر المليون  إبراهيم أبوفايد من بادية رفح شمال سيناء  – ممدوح حمودة – الكاتب الصحفى عبدالستار حتيتة عضو الشعبة و د.أحلام أبونواره مقرر الشعبة – عبدالناصر طه الجملى من العريش شمال سيناء – ممدوح غانم رحيم الحمرى  – على عبدربه رحيم الحمرى  من بادية الفيوم  -  سعيد بيومى - منصورة أحمد - إسلام عاطف أبوأصبع – جمعه عبدالرازق عبدالسلام الحمرى  - محمد جمعه عبدالرازق  -  خالد الحمرى من طامية الفيوم –  بنت البادية الباحثة آمال محمد عوض من بادية البحيرة – سيد الحجار – منال سعداوى عبدالهادى -  محمد سيد حسين عقيلة -  حسين سيد حسين عقيلة – والفنان التشكيلى ناصف خلاف – د. حنان عثمان من نقابة التليفزيون – الشاعر والمطرب خالد الحمرى -  والمهندس بهاء الحمرى – مهند ألبرعصى – وسلمى أبوالفتوح – حنان سيد – وياسين مصعب – يوسندا مصعب – والعديد من الأدباء والكتاب.






































الجمعة، 31 مايو 2024

بايدن يعرض مقترحا إسرائيليا لصفقة جديدة ويدعو حماس لقبوله

 

بايدن: إذا رفضت حماس المقترح الإسرائيلي فإن الحرب في غزة ستتواصل

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الجمعة إن إسرائيل عرضت مقترحا شاملا بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين مكونا من ثلاث مراحل.


وقدم بايدن في كلمة له بالبيت الأبيض تفاصيل المقترح وأهمها وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بغزة ودخول المساعدات.


ووصف بايدن في كلمة له في البيت الأبيض المقترح الإسرائيلي بمثابة خارطة طريق لوقف كامل وتام لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن المحتجزين بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه جرى نقله من قطر إلى حركة حماس.


وقال إن المرحلة الأولى -وفقا لهذا المقترح- ستدوم 6 أسابيع وتتضمن وقف إطلاق نار شامل وكامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة وإطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم جرحى وشيوخ ونساء، مقابل إطلاق سجناء فلسطينيين.


وسيتم في هذه المرحلة أيضا تسليم ما بقي في غزة من جثث لمحتجزين إسرائيليين، كما سيعود الفلسطينين إلى كل مناطق غزة بما في ذلك الشمال، وستدخل المساعدات إلى غزة بمعدل 600 شاحنة في اليوم.


وأشار إلى أنه في وخلال هذه الـ6 أسابيع من المرحلة الأولى ستتفاوض إسرائيل وحماس للوصول إلى المرحلة الثانية من الصفقة، وهي الوقف المستدام للأعمال القتالية.


وأوضح أنه سيتم في المرحلة الثانية ايضا تبادل كل الأسرى الأحياء بما في ذلك الجنود الإسرائيليون، في حين تشمل المرحلة الثالثة منه -حسب بايدن- إعادة إعمار قطاع غزة.


وحث بايدن في كلمته القيادة الإسرائيلية على الوقوف وراء مقترح الصفقة الجديدة، مؤكدا أن هذه الصفقة هي التي ستعيد المحتجزين والسلام للإسرائيليين.


وتابع "بصفتي شخصا كان له التزام طويل تجاه إسرائيل، وبصفتي الرئيس الأميركي الوحيد الذي زار إسرائيل في وقت حرب، وبصفتي شخصا أرسل القوات الأميركية للدفاع المباشر عنها حينما هاجمتها إيران، أطلب منكم التروي والتفكير فيما سيحدث إذا ضاعت هذه اللحظة… لا يمكننا تضييع هذه اللحظة".


وشدد على أنه إذا رفضت حماس المقترح الإسرائيلي الجديد فإن إسرائيل ستواصل حربها في غزة.


وأضاف بايدن أنه "بوقف إطلاق النار، سيمكن توزيع تلك المساعدات بأمان وفعالية على جميع المحتاجين إليها".


الأحد، 4 يناير 2009

غزة ما بين مطرقة اسرائيل وسندان الصمت العربى والدولى

تتواصل جرائم الحرب التي تمارسها السلطات الإسرائيلية المحتلة ضد الشعب الفلسطيني في غزة. حيث حصدت الطائرات والصواريخ أكثر من 500 شهيد وأكثر من 2200 جريح فى تلك الحرب الوحشية. وتأتى حرب الإبادة وسط صمت عالمي مثيرا للشبهات فلا الأمم المتحدة طالبت بوقف العدوان، الذي يخرق كل قواعد المواثيق الدولية التي يفترض أنها الحارس علي صيانتها وتطبيقها، ولا أعلنت عن عزمها بإرسال لجنة لتقصي الحقائق أو لطلب بوقف إطلاق النار ولا أي تصرف خلاف ذلك. وعلي الجانب الآخر تدين الإدارة الأمريكية الراحلة حركة حماس وتحملها وزر موت المدنيين من النساء والأطفال بينما، لم تشأ الإدارة الأمريكية الوليدة قطع أجازة الأعياد ولو لبضع دقائق تدلي فيه بدلوها فيما يحدث في المنطقة. وعلي الفلسطينيين انتظار نتائج المشاورات بين القادة العرب الخاصة بعقد مؤتمر قمة عربية وتحديد مستوى التمثيل ومكان انعقاده، أملا في صدور بيان شجب جديد يضاف للبيانات السابقة التي لم تحمي طفلا ولا امرأة ولا تنقذ مصابا يصارع الموت. وما نطلبه الآن بشكل عاجل من الدول العربية التي تقييم علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني بالمثول للإرادة الشعبية العربية بتجميد التمثيل الدبلوماسي علي الجانبين كخطوة أولي علي طريق قطع العلاقات مع دولة الاحتلال.وأن تقطع الحكومات العربية أيضا كافة أشكال التطبيع الاقتصادي والثقافي مع دولة الاحتلال. وفتح كافة المعابر بين فلسطين ودول الجوار العربية.والسماح لكافة القوي الوطنية والشعبية في فلسطين والوطن العربي للتكاتف لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتأكيد وحدته الوطنية.
والمفارقة الغريبة فى الموقف العربى أنه دائم الانتظار لما تقرره إسرائيل من تنفيذ مجازر ومحارق جماعية ليهبوا لنجدة إخوتهم فى العروبة، وبالطبع لديهم الكثير من الوقت، لا سيما أن محرقة غزة هى متدحرجة حسب قول القيادات العسكرية الإسرائيلية، وربما ستستمر لأكثر من ثلاثة وثلاثين يوما كما جرى فى عدوان 2006 على لبنان. فهل ستتطابق نتائج المحرقة فى غزة مع نتائج العدوان على لبنان؟.
وبقدر ما كان المشهد فظيعا وجارحا للعين وخادشا للكرامة العربية، فقد مثّل حلقة من مسلسل دامٍ ألفته عين المشاهد العربى لكثرة ما تكرر فى غير ما مكان من خارطة العرب؛ فى بغداد وبيروت وفى أكثر من موضع فى فلسطين: طائرات من أحدث الطرز فى حالة تسيّد تام على الأجواء تجوبها بمنتهى الحرية وتمطر مدنا مستسلمة لقدرها بوابل من المتفجرات يحسب بالأطنان.أما بقية المشهد فمعروفة سلفا، رأيناها فى ملجإ العامرية ببغداد، وفى بيروت وقرى الجنوب اللبناني، وفى جنين بالضفة الغربية، وأخيرا فى غزة: دماء تغطى الشوارع، أشلاء متناثرة لمدنيين من مختلف الأعمار، جرحى ممزقون ومحترقة أجسادهم تُدمى أنّاتهم الأفئدة.. عويل يتامى وثكالى..ثم بعد ذلك يكون للتراجيديا صداها فى الإعلام وأروقة السياسة لكن على شكل "ملهاة": ناطق رسمى باسم السفاح يطل على شاشة التلفزيون ليتقيأ فى وجه المشاهد كذبا صريحا عن عدم استهداف المدنيين وعن "الدفاع المشروع عن النفس".. مناشدات غربية بالكف عن الاستخدام المفرط للقوة.. دعوات لضبط النفس.. إدانة أمريكية للضحية وثناء على المعتدي.. دعوة من مجلس الأمن لوقف القتال وإحجام عن إدانة المعتدي.. ثم -وهذا الأهم- سيل من التنديد العربى ودعوة لعقد قمة طارئة لا تنعقد عادة إلا بعد أن يكون العدو قد نفّذ مخططه ونال مبتغاه، وبعد أن تكون واشنطن قد مُنحت الفرصة كاملة للدخول على خطها وإفراغها من محتواها، وهذا فى اعتقادنا مصير القمة العربية التى دعت إليها قطر وحُدّد لها موعد الجمعة.إن موقفا عربيا عمليا صارما تجاه إسرائيل وتجاه حليفتها الولايات المتحدة التى بلغت وزيرة خارجيتها درجة من الوقاحة لا تطاق، هو المطلوب فورا ودون الحاجة حتى إلى عقد قمة قد تنعقد وقد لا تنعقد وقد يحضرها الجميع وقد يقاطعها البعض، وهو أمر متوقع فى ظل الدور المريب لبعض العرب فى العدوان، وقبوله بأن تكون عاصمته منبرا لتهديد الفلسطينيين والمحطة الأخيرة قبل البدء فيه.أما لمن يحاول من العرب أن يدس رأسه فى الرمل محمّلا مسؤولية ما يجرى لطرف ما من أطراف المعادلة الداخلية الفلسطينية، فنقول إن درامية اللحظة ودمويتها لا تسمح بالعودة إلى الصغائر، فالقنبلة الإسرائيلية حين تنهال من السماء لا تفرّق بين حمساوى وفتحاوي. فحين ارتكبت إسرائيل مجازر قبية ودير ياسين وكفر قاسم واللد وعيلوط والطنطورة والصفصاف وصبارين، لم يكن ثمة شيء فى الوجود اسمه "حماس".بل إنها لم تفرق بين فلسطينى وعربى آخر حين اقترفت مجزرة أبو زعبل بالقاهرة ومذبحة مدرسة بحر البقر بالشرقية ومجزرتى صبرا وشاتيلا ثم قانا فى لبنان. فحذار.. ثم حذار من أن يطمع أحد أطراف المعادلة الفلسطينية، أو أى طرف عربى آخر بأن تقدم له إسرائيل خدمة سياسية من خلال مجزرتها فى غزة بإزاحة هذا الطرف أو ذلك من الحكم، لأن أحدا من الجماهير العربية مهما كان انتماؤه السياسى والإيديولوجى لن يغفر له فوزه بفُتات سلطة على أشلاء أبناء جزء من الشعب الفلسطيني.إن غزة اليوم تذبح لأنها فلسطينية عربية مسلمة، لا لأنها حمساوية أو جهادية أو فتحاوية ولذلك ندعو إلى نصرتها بأفعال وإجراءات توقف العدوان أولا وتضمّد الجراح وتزيل آثار الحصار ثانيا، لا بمواقف لفظية وبكائيات لا تليق إلا بالعاجزين عن الفعل أو الراغبين عنه.فالمطلوب من القمة العربية أقله البحث عن استراتيجيات بديلة للسلام الموعود، فهل ما زالت مبادرة قمة بيروت صالحة للتفاوض، أم يجب البحث عن أطر اخرى؟ وإذا كان السلام أمراً لا بد منه عربيا، فليكن بشروط لا تخضع لتداعيات المحارق ونتائجها، فالسلام الإسرائيلى الموعود الذى لم ولن يكون ليبشر يوماً سوى بمجازر واعتداءات موصوفة.لكن فليدرك العرب والعالم أن نتائج الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة لن تكون مغايرة عن نتائج الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والمقاومة، وسيكون ردّ الفعل الفلسطينى شبيهاً بردالفعل اللبنانى الذى تمكّن من محو الآثار السياسية للحرب، وقلبها رأساً على عقب.

السبت، 5 يوليو 2008

اسطنبول : عاصمة تكنولوجيا المعلومات فى أوراسيا

اسطنبول : عاصمة تكنولوجيا المعلومات فى أوراسيا
معرض سيبيت بيليزم يقدم أحدث الصيحات العالمية فى تكنولوجيا المعلومات

حوار / محمد عبد المجيد

؛؛شهدت تركيا طفرة كبيرة فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث بلغت الزيادة فى حجم السوق العام الماضى 24 مليون دولار أمريكى بزيادة قدرها 14.8% عن عام2006 كما تعد 22 شركة تركية ضمن أفضل500 شركة عالمية فى مجال تكنولوجيا المعلومات وتزداد نسبة مبيعات أجهزة الكمبيوتر 35% كل عام وكذلك هناك أكثر من 59 مليون مستخدم للهواتف المحمولة و19 مليون مستخدم للانترنت؛؛.

تنظم تركيا هذا العام معرض ومؤتمر سيبيت بيليزم فى الفترة من 7 الى 12 أكتوبر القادم
والذى يعد الملتقى الأول من نوعه فى مجال تكنولوجيا المعلومات فى أوراسيا
Eurasia’s number 1 digital business platform
وعن المعرض والمؤتمر يحدثنا "شافاك ألباى" – المنسق العام للمعرض والمؤتمر:

·ماهو معرض ومؤتمر سيبيت بيليزم CeBit Bilisim Eurasia ؟
·●معرض ومؤتمر سيبيت بيليزم CeBit Bilisim Eurasia يعد من أ هم 10 معارض فى العالم لثرائه بأحدث الصيحات العالمية فى مجال تكنولوجيا المعلومات وهو أهم قناة أعمال بين الشرق والغرب . وسيعقد معرض ومؤتمر سيبيت بيليزم فى الفترة من 7 الى 12 أكتوبر القادم.

·ماهى أهم أقسام المعرض هذا العام وماهى الخدمات التى يقدمها؟
·● يوفر سيبيت بيليزم قاعدة معلومات كبيرة لتحقيق الصفقات والأعمال وينقسم المعرض فى 2008 الى أربعة اقسام تتمحور جميعها حول:
" التكنولوجيا والبنية التحتية Technology and Infrastructure ". كما تم تخصيص قسما منفردا " عالم الأعمال Business World" هذا القسم يمكن الزائرين من الاستفادة الكاملة من خدمات المعرض ومن الأقسام الأخرى فى سيبيت بيليزم هذا العام
قسم " الحياة الرقمية Digital Life " والذى يحتوى على المنتجات التى ستغير أسلوب العمل و الحياة اليومية .
أما القسم الثالث يختص بالأجهزة الإلكترونية المنزلية "Home Electronics ويضم أحدث الأجهزة والتقنيات. والقسم الرابع هو " عالم الاتصالات Telecommunications "
والذى سيحتوى على الجيل الجديد من الحلول فى تكنولوجيا الاتصالات. كما تم تصميم مفهوم جديد للمعرض هذا العام لكى يساعد الزائرين فى العثور على المنتجات بطريقة سهلة وأكثر تنظيما ويضم المعرض أيضا برامج لتنمية الأعمال ومناطق للمؤتمرات والندوات وملتقى لعقد علاقات العمل وأقسام متخصصة وأحداث خاصة تنظمها المنظمات الحكومية وغير الحكومية المشاركة.

·كم عدد العارضين والزائرين للمعرض فى العام الماضى ؟
·●شارك فى المعرض العام الماضى 908 عارض من67 دولة كما قام بزيارته 140 ألف زائر يمثل عدد المتخصصين منهم 40 % و قام بتغطية فعالياته 1852 صحفى من مختلف دول العالم.

·وماذا عن عدد العارضين والزائرين هذا العام ؟
·●من المتوقع أن يصل عدد العارضين الى ألف عارض و150 ألف زائر ومشاركة أكثر من 70 دولة و1900 صحفى لتغطية فعاليات المعرض والمؤتمر والذى تصل عدد جلساته الى 44ألف ندوة وجلسة عمل.

·ماهى أهم الدول المشاركة أو المستهدفة للمعرض ؟
·●يقدم سيبيت بيليزم ساحة كاملة لتنمية الأعمال حيث تزوره وفود من المنظمات الحكومية وغير الحكومية فى مجال تكنولوجيا المعلومات فى منطقة أوراسيا مثل : مصر واوكرانيا والهند وغيرهم .

●ماهى أهم المحاور التى سيتم مناقشتها فى مؤتمر هذا العام ؟
●●سيتم مناقشة أنظمة الحلول التكنولوجية الجديدة وعقد لقاءات مع المتخصصين فى مجال الأعمال التكنولوجية وطرح الجديد فى مجال العلاج عن بعد E-Health وكذلك Tele Health
و Homeland Security
وبسؤال "شافاك ألباى" عن المشاركة المصرية فى المعرض والمؤتمر هذا العام أجاب أن هذة المشاركة ستتم من خلال ITIDA والتى سيتم من خلالها التنسيق بين إدارة المعرض والشركات الراغبة فى المشاركة .

نشر هذا الحوار بتاريخ 19/6/2008 بجريدة تيلى بيزنيس الصادرة عن العالم اليوم


الأحد، 8 يونيو 2008

القرصنة الاليكترونية والجريمة المعلوماتية

القرصنة الاليكترونية والجريمة المعلوماتية تتحدى القوانين وتعبر الحدود
التعدي علي شبكات البث الإذاعي والتليفزيوني اخطر جرائم القرصنة
100 مليون جنيه حجم الارباح الشهرية " للوصلات" غير الشرعية
الخبراء : يجب نشر الوعي المجتمعى لمواجهة عمليات القرصنة..
وضرورة استيعاب المفاهيم الجديدة للجريمة الاليكترونية وخطورتها
تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدنى لحماية حقوق الملكية الفكرية



،، باتت عمليات القرصنة ظاهرة خطيرة يستخدمها البعض لتحقيق مكاسب تجارية غير مشروعة بعيداً عن القنوات الشرعية مما يكبد الدولة وأصحاب الحقوق والشركات المصرية والعالمية خسائر فاقت مليارات الجنيهات فقد تنوعت طرق وأساليب القرصنة والجرائم الالكترونية خاصة في مجالات البث الإذاعي والتليفزيوني المشفر وغيري المشفر باعتبارها اخطر أنواع القرصنة وتأثيرها الشديد علي الاستثمارات والاقتصاد وكذلك مجالات حقوق المؤلف والحقوق المجاورة والاعتداءات علي العلامات التجارية وبرات الاختراع وعن أشكال الجرائم المعلوماتية وكيفية ضبطها والتصدي لها ،،

بداية يقول المستشار / خليل مصطفي خليل - المستشار القانوني لجهاز نقطة الاتصال لشئون الملكية الفكرية بوزارة الصناعة والتجارة- أن تنفيذا لالتزامات مصر الناجمة عن انضمامها لاتفاقية أوجه الملكية الفكرية المرتبطة بالتجارة المعروفة اختصارا باسم " تربس " ونتيجة للقاءات وورش العمل والندوات التي تم عقدها في سبيل تفعيل عمل جهاز نقطة الاتصال لشئون حماية حقوق الملكية الفكرية فقد صدرت عدة قرارات وزارية بإنشاء وإعادة تنظيم الجهاز ليكون حلقة الوصل مع منظمة التجارة العالمية والجهات المصرية المنوط بها تنفيذ اتفاقيات الملكية الفكرية .. وقد راعت تلك القرارات أربعة أمور رئيسية هي:
الجهاز حلقة الوصل مع منظمة التجارة العالمية والجهات المصرية المنوط بها تنفيذ اتفاقات الملكية الفكرية.
و ضرورة التمثيل الواسع لكافة الوزارات والأجهزة المعنية بمجال أو أكثر من المجالات المتعددة للملكية الفكرية فضلا عن الإتحادات والجمعيات ذات الصلة وهو ما يحقق تغطية كاملة لكافة الخبرات المستلزمة لتحقيق إغراض النقطة سواء كانت حكومية أو غير حكومية . وكذلك مراعاة الفصل التام وعدم الخلط بين اختصاصات النقطة ومهامها وبين الاختصاصات التنفيذية للوزارات والجهات القائمة علي تطبيق القانون.
وأن جهاز النقطة ليس جهة اختصاص في الفصل في المنازعات أو إصدار أحكام أو قرارات واجبة النفاذ وبصفة عامة فإن القرارات والأحكام النهائية للفصل في المنازعات هو صميم عمل السلطة القضائية أما عن اختصاصات الجهازفيقول خليل : تبادل المعلومات مع نقاط الاتصال الأخرى المنشاة في البلدان الأعضاء .
ومعاونة السلطات الجمركية المصرية فيما يتعلق بالتدابير الحدودية.والتعاون مع الجهات المعنية في إجراءات منع التعدي على حقوق الملكية الفكرية الواردة بالاتفاقية، وإرشاد أصحاب الشأن في كيفية الحفاظ علي حقوقهم الفكرية.وكذلك تلقي وفحص الشكاوى والموضوعات المقدمة للجهاز ودراستها والتحقق من مدي صحتها وذلك بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة وفقا للقانون والاتفاقيات الدولية وإبداء الرأي فيها.
عرض التسوية الودية والتوفيق بين الطرفين المتنازعين بناء على رغبتهما.والتعاون مع الأجهزة المعنية في نشر المعلومات والتعريف والتوعية بحقوق الملكية الفكرية من خلال التنسيق والعمل والمشاركة في المؤتمرات والندوات والتدريب وورش العمل محليا ودوليا. ويشير خليل أن الجهاز ناقش من خلال لجانه الفنية المتخصصة عدد (101) شكوي متنوعة في مجالات الملكية الفكرية المختلفة المنظمة بالقانون رقم 82 لسنة2002 بشان حماية حقوق الملكية الفكرية وذلك علي النحو التالي:
عدد (38 ) في مجال حماية حق المؤلف وعدد (8 ) في مجال براءات الاختراع.
عدد (54) في مجال العلامات والبيانات التجارية وعدد (1) في مجال الاصناف النباتية.

وفي عرض لأحدث واخطر أساليب التعدي على حقوق الملكية الفكرية في الوقت الحاضر.. أكد خبير الملكية الفكرية والقرصنة علي شبكات البث الإذاعي المهندس أحمد عبد الجواد أن القرصنة علي المحتوي في مجالات البث الإذاعي المشفر وغير المشفر خاصة الذي يتم بثه تليفزيونياً بصورة عامة بدون الحصول علي موافقة أصحاب حقوق الملكية الفكرية فيما يعرف بنظام " الوصلات" قد سجل العامين الماضيين اعلي معدلات قرصنة في مختلف مجالات الملكية الفكرية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط ، مشيرا إلى أن عدد مستخدمي الإرسال المقرصن في الشرق الأوسط تعدى عدد المستخدمين الشرعيين الأمر الذب أصبح معه تلك التعديات تمثل تهديداً خطيراً للملكية الفكرية.وأضاف قائلاً : " رغم كل الجهود التي تبذلها الحكومات العربية والأجهزة المعنية فمازال هذا النوع من عمليات القرصنة تسجل نمواً كبيراً وأكد أن عمليات التعدي علي الشبكات والبث التليفزيوني " الوصلات", تحمل في طياتها أنواع عديدة من القرصنة، فبالإضافة للتعدي علي أصحاب حقوق الملكية الفكرية وتشويه للمحتوي بالإضافة أو التعديل دون وجه حق، فهناك اعتداء أخر علي قرصنة وسرقة التيار الكهربائي والذي يتم الحصول عليه بطريقة غير قانونية، تفقد الدولة معها حقوقها من موارد أو ضرائب ناتجة عن هذا النشاط الخفي ، وبالمثل تخسر المحليات والأجهزة المنظمة لمد الكوابل في الشوارع لان هذه العملية ببرمتها تتم خارج إطار الشرعية.وقال خبير الملكية الفكرية :" أن أضرار القرصنة في مجال الشبكات والبث التليفزيوني لا تقتصر فقط علي ضياع حق الدولة وأصحاب المحتوي الذي يتم التعدي عليه، ولكن أيضا تهدد صناعة السينما والأغاني العربية وصناع المحتوى، بما يتكبدونه من خسائر سنوية تدفع بعض الشركات المنتجة إلي التوقف عن الإنتاج .مشيراً إلي أن في مصر يجنى أصحاب هذا النشاط في المتوسط ما يزيد علي 100 مليون جنيه مصري شهرياً، بالإضافة إلي دخلهم من الإعلانات المحلية والمواد التي يتم بثها عبر قنوات خاصة بهم، تعرض في أحيان كثيرة محتوى لا يناسب مجتمعاتنا، ومع الوقت نراهم يتوسعون خدمات أخري مثل توزيع وصلات الانترنت ADSL بنفس النظام الذي اتبعوه مع القرصنة علي البث التليفزيوني. ولفت النظر للإضرار التي تقع علي المستخدمين لهذا النوع من الاشتراكات الذي يحرمهم هذا النظام غير الشرعي من الحصول علي جودة أو خدمة مقابل ما يدفعونه، مشيراً إلي أن عدد مستخدمي الإرسال المقرصن في الشرق الأوسط تعدى عدد المستخدمين الشرعيين.

ويستعرض المهندس ذكي قنديل- خبير الملكية الفكرية في مجال الشبكات.بعض اشكال التعدي باستخدام القرصنه عن طريق الانترنت Internet Piracy : أهمهاالمشاركة في المشاهدة Key word Sharing & IP Sharing .و اعادة البث علي المواقع ألا ليكترونيه Web Site Broadcasting .ونسخ وإعادة بيع أو توزيع المحتوى Digital Media Copy . ويضيف قنديل أن هناك القرصنة علي طرق التشفير نفسها encryption piracy مثل كروت فك الشفره Hacking Smart cards مقسم الاشتراك على أكثر من كارت . Smart Card Splitter . محاكاة القناة المفتوحة ويضرب قنديل امثله لمثل هذا النوع من القرصنه منها :
الافلام السينمائيه الجديده وتصويرها بالكاميرات المحموله اوكاميرات المحمول ونسخهاوبيعها .
انتشار اجهزة المالتي ميديا المحموله مثال ال MP3 ,MP4,IPOD وتسويقهامع محتوي في اغلب الاحيان بدون رخصه.وانتشار ظاهرة رسائل المالتي ميديا MMS وخدمات الجيل الثالث للمحمول ادي الي انتشار بعض التعديات سواء من بعض المستخدمين او بعض مقدمي الخدمه مثال تسجيل الأهداف من المباريات الهامه وارسالها الي الاصدقاء او الي بعض العملاء مقابل اشتراك معين. وكذلك ظهور نوع غريب من القرصنه والذي يتلخص في استخدام محتوي معين واعادة بثه علي هذه الوسائط بعد تغير العلامه التجاريه الاصليه لهذا المحتوي.

ويشير دكتور حسام لطفى- رئيس قسم القانون المدنى بكلية الحقوق - جامعة بنى سويف وعضو لجنة إعداد مشروع قانون حماية حقوق الملكية الفكرية إلى المعايير الدولية لإنفاذ حقوق الملكية الفكرية فيقول أننا إذا نظرنا إلى اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية المبرمة فى سنة 1883( والمعدلة ببروكسل 1900، وواشنطجن 1911 ، ولاهاي 1925 ، ولندن 1934 ، ولشبونة 1958، واستكهولم 1967 والمنقحة فى 1979) ، نجد أنها وضعت فى المادتين 6 مكرر ، 9 بعض التدابير التي يجب على الدول اتخاذها لمواجهة التعدى على العلامات التجارية وتقليدها . وهذه التدابير تخص العلامات والأسماء التجارية دون غيرهما من طوائف الملكية الفكرية الأخرى ، غير أن هذه التدابير لم تكن كافية للتصدى لظاهرة انتهاك حقوق أصحاب العلامات التجارية وتزويرها على المستوى الدولي .أما اتفاقية التربس فهى تتميز عن غيرها من الاتفاقيات الدولية التى أبرمت فى مختلف مجالات الملكية الفكرية باهتمامها البالغ بإنفاذ حقوق الملكية الفكرية ، فالاتفاقية لم تهتم بوضع قواعد موضوعية لتوفير حد أدني من مستويات حماية حقوق الملكية الفكرية فى مختلف الدول الأعضاء فحسب ، بل اهتمت أيضا بوضع قواعد إجرائية تفصيلية ، لضمان تنفيذ معايير الحماية التى نصت عليها فى الدول الأعضاء، ولا مثيل لهذه القواعد الإجرائية فى الاتفاقيات الدولية المبرمة من قبل فى مجال الملكية الفكرية (
[1]) . وقد عالجت اتفاقية التربس إنفاذ حقوق الملكية الفكرية فى الجزء الثالث منها ( المواد من 41 – 61) . وتضمنت هذه المواد : الالتزامات العامة ( المادة 41)، الإجراءات والجزاءات المدنية والإدارية ( المواد من 42 – 49)، التدابير الوقتية ( المادة 50)، التدابير الحدودية ( المواد من 51 – 60) ، الإجراءات الجنائية ( المادة 61 ). ويضيف د. حسام قائلا :أنه وفقا للمادة 61 تربس على الدول الأعضاء فى منظمة التجارة العالمية أن توفر فى تشريعاتها قواعد إجرائية وتضع جزاءات فى حالات التقليد العمدى للعلامة التجارية وانتحال حق المؤلف للأغراض التجارية . ويجب أن تشمل العقوبات فى حالة ارتكاب هذه الجرائم الحبس و / أو الغرامة المالية بالقدر الذى يكفى للردع ، بحيث يتناسب مقدار العقوبة مع مستوى العقوبات المقررة لارتكاب جرائم تماثلها من حيث الخطورة. ويجب أن تشمل العقوبات التى يمكن فرضها أيضا ، كلما كان ذلك ملائماً ، حجز السلع التى تنطوى على التعدى ، أو أية مواد ومعدات تستخدم بصورة رئيسية فى ارتكاب الجريمة ، بالإضافة إلى مصادرتها وإتلافها . وقد أجازت المادة 61 تربس التوسع فى تطبيق الإجراءات والعقوبات المتقدمة على حالات التعدى على حقوق الملكية الفكرية الأخرى ، وعلى وجه الخصوص تلك التعديات التى تقع عمداً وعلى نطاق تجارى.

وعن جهود جامعة الدول العربية فى حماية الملكية الفكرية تقول الدكتورة مها بخيت- مدير وحدة الملكية الفكرية بجامعة الدول العربية. أن الوحدة تم إنشائها بموجب مذكرة تفاهم بين الجامعة العربية والمنظمة العالمية لملكية الفكرية WIPO يوليو 2000وقرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 9071 بتاريخ 12 مارس 2001 .
وقرار المجلس الإقتصــادى والإجتماعى لجامعة الدول العربيــة الدورة الثامنة والسبعون.وقد شاركت وحدة الملكية الفكرية فى أعمال الدورة الثانية والأربعون والثالثة والأربعون لسلسة اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية سبتمبر 2006وسبتمبر 2007.كما شاركت وحدة الملكية الفكرية فى ورشة عمل حقوق الملكية الفكرية ومكافحة الغش التجارى والتى نظمها المكتب الإقليمى لمنظمة الجمارك العالمية بالتعاون مع شئون الجمارك والموانئ والمناطق الحرة ووزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين وشاركت وحدة الملكية الفكرية فى الندوة الدولية عن آخر المستجدات حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة للدول النامية والتى نظمتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالتعاون مع المكتب الأمريكى لحقوق المؤلف .
وتتعاون الوحدة مع المنظمــات العربيــة منها :المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ( المشاركة بصورة دورية فى إجتماعات لجنة التنسيق لمراكز البحوث الصناعية فى الدول العربية )ومركز البحوث القانونية والقضائية بيروت ( مشروع القانون النموذجى _ توصية وزراء العدل العرب) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الألكسو) وتضيف د. مها أن دور الوحدة امتد الى الإتحادات العربية المهنية والمنظمات الاهلية مثل
إتحاد المحامين العرب . ( ورشة عمل الملكية الفكرية بين التشريع والتطبيق) ومركز دراسات الملكية الفكرية وتكنولوجيا المعلومات.والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ASTF ( المؤتمر الرابع لآفاق البحث العلمى والتطوير التكنولوجى فى الوطن العربى ).

أما عن دور وزارة الداخلية في مواجهة الجريمة المعلوماتية يقول العميد أمير الفونس- نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم المعلوماتية.أنه في ظل متغيرات العصر الذي تسوده مفاهيم جديدة وحديثة كان لابد من الوقوف أمام التحديات التي تواجه مكافحة الجريمة المعلوماتية والعمل على الحد منها ... فقد كشفت السنوات الأخيرة عن تولد تصرفات وسلوكيات سيئة وجرائم حديثة محليا وإقليميا ودوليا من خلال شبكة الإنترنت لم يكن متعارفا عليها من قبل , الأمر الذي بدأت معه هذه الجرائم في تهديد أمن وسلامة الأفراد والمؤسسات , ومع تزايد استخدام شبكة الإنترنت في عمليات التجارة الإلكترونية وهي تجارة المستقبل سوف تتزايد صور تلك الاعتداءات والتهديدات . ويضيف الفونس أنه تم إنشاء إدارة متخصصة بجمهورية مصر العربية لمكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات بقرار لوزير الداخلية بتاريخ 7/7/2002 ويعد هذا القرار نتيجة حتمية وتطور طبيعي للثورة العالمية الرقمية الاتصالات والمعلومات ، و كخطوة لتدعيم العمل والمنظومة الأمنية في مصر .و يأتي كل ذلك إستعداداً لمرحلة تسعى فيها الدولة لتنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية لمواجهة تداعيات بدء ميكنة العمل بالحاسبات في مختلف الوزارات والمصالح وهيئات الدولة .
فالجريمة المعلوماتية هي جريمة ذات طبيعة خاصة - لتعلقها بأساليب المعالجة الالكترونية للبيانات والوثائق المخزنة بطريقة اتوماتيكية والخدمات التي تقدم من خلال المواقع الالكترونية - تستهدف جهة أو شخصية أو دولة بحد ذاتها يستخدم فيها تقنية الحاسب الالى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كوسيلة أو هدف لتنفيذ الفعل
الإجرامي المقصود فأشكالها متعددة ومتنوعة وتزداد تنوعا وتعدادا كلما ازداد العالم في استخدام الحاسب الالى وشبكة الانترنت . وجدير بالذكر انه قد تم التعامل فى ضبط الجريمة المعلوماتية على اعتبارها جريمة تقليدية يكون فيها الحاسب اداة لارتكابها نظرا لعدم وجود قانون خاص بالجريمة المعلوماتية حيث يتم تطبيق قانون العقوبات الحالي ،و قانون الاتصالات رقم 10 لسنة 2003 ، وقانون الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002 - و قد تم إدانة جميع المتهمين في تلك القضايا إلا أنه كانت هناك بعض القضايا لم يتم فيها معاقبة الفاعل لوجود تحديات تواجه اجراءات المكافحة ... وقد رأينا أن نتحدث عن التحديات التي تواجه مكافحة الجريمة المعلوماتية من خلال التطبيق الميداني . ويرى العميد أمير الفونس أنه لابد من سن التشريعات اللازمة لمواجهة كافة صور الجرائم المعلوماتية وكذلك دعوة الدول المتقدمة في المجال المعلوماتى إلى تقديم المساعدات للبلدان التي تحتاجها وبخاصة البلدان الأقل نموا لتمكينها من مكافحة هذه النوعية من الجرائم ومن خلال توفير المزيد من المساعدات التقنية الحديثة لهذه البلدان .وعقد المزيد من الدورات التدريبية التي تعنى بكيفية مواجهة الجرائم المعلوماتية والمشاركة في المؤتمرات الدولية .


نشر هذا التحقيق بجريدة تيلى بيزنيس الصادرة عن العالم اليوم صفحة 3بتاريخ 5/6/2008

الاثنين، 25 فبراير 2008

ما هي قصة 'التشهـّد' ؟؟

ما هي قصة 'التشهـّد' ؟؟

كثير من المسلمين للأسف يبدؤون صلاتهم بخشوع جميل ... وما هي
إلا ثواني حتى يبدأ الشيطان في الوسوسة لهم ... ويبدأ الصراع ..
حتى يصل المسلم للتشهد الأوسط أو الأخير وقد وقع في شباك الشيطان
أو شباك نفسه الأمارة بالسوء
والتي تتمنى أن تنتهي تلك الوقفة أمام الله لترتاح . إلا من رحم ربي .
وفي خضم كل هذا يفقد المسلم لحظات ... هي (في رأيي) من أحلى لحظات الصلاة . لحظات أسترجع وأتخيل ذلك الحوار الرائع .
حوار التشهـّد
يبدأ المشهد بسيدنا رسول الله وهو يمشي في معيـّة سيدنا جبريل في طريقهما لسدرة المنتهى في رحلة المعراج . وفي مكان ما .. يقف سيدنا جبريل عليه السلام .... فيقول له سيدنا محمد .
' أهنا يترك الخليل خليله؟'
قال سيدنا جبريل :
' لكل منا مقام معلوم .. يا رسول الله ... إذا أنت تقدّمت اخترقت .. وإذا أنا تقدّمت احترقت' وصار سيدنا جبريل كالحلس البالي من خشية الله ….
فتقدم سيدنا محمد إلى سدرة المنتهى .. واقترب منها ..
ثم قال سيدنا رسول الله :' التحيات لله والصلوات الطيبات '
رد عليه رب العزة :
' السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته '
قال سيدنا رسول الله :
' السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين '
فقال سيدنا جبريل )وقيل الملائكة المقربون ) :
' أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمدا رسول الله .'
هل نستشعر عند قرآءة التشهد هذا الحوار الراقي ؟؟
هل نستشعر أن سيدنا رسول الله تذكرنا هناك عند سدرة المنتهى ....
حيث مواطن الأنوار والأسرار ... حيث من المستحيل من روعة المكان أن تتذكر الأم وليدها .
ولكنه بحنانه تذكرنا هناك استشعروا روعة هذه الكلمة ) السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) تذكر عباد الله الصالحين الذين نرجو أن نكون منهم ليشملنا سلام سيدنا رسول الله
كم نحبك يا رسول الله كم نتمنى أن نراك في المنام ولو معاتبا .. المهم أن نكحل أعيننا بطلعتك . صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله هل بعد هذا ستقرأ التشهد كما كنت تقرأه سابقا ؟؟ هل بعد ذلك ستصلي على سيدنا رسول الله في الصلاة الإبراهيمية بنفس الفتور ؟؟ هل ستكثر بعد هذا من الصلاة على حبيبك سيدنا محمد ...؟؟
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
شكرا لصديقى عماد حمزةعلى هذة الرسالة الرائعة

الاثنين، 11 فبراير 2008

الزمن القادم

الزمن القادم

المجموعة الأولى



(1) الرحيل

ســألتُ الـدارَ تُخبرنـي
عن الأحبـاب ما فعلـــوا
فقالت لي: أنـاخ القــوم
أيـاماً وقــد رحـــلوا
فقلـلتُ فأين أطلُبــهم
وأيُ منـــازلٍ نزلــوا
فقـالت بالقبــور وقـد
لقــو والله مـا فعلــوا

--------------
بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم... ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم...
تبحث عنها تجدها في مصلاها.. راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء.. هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل...
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي.. أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنني عُرفتُ به.. ومن أكثر من شيء عُرفَ به.. لا أؤدّي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي..
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماً متنوعةً لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. ها هو الأذان يرتفع من المسجد المجاور..
· عدت إلى فراشي..
تناديني من مصلاها.. نعم ماذا تريدين يا نورة؟
قالت لي بنبرة حادة: لا تنامي قبل أن تُصلي الفجر..
أوه.. بقى ساعة على صلاة الفجر وما سمعتيه كان الأذان الأول...
بنبرتها الحنونة –هكذا حي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش... نادتني.. تعالي أي هناء بجانبي.. لا أستطيع إطلاقاً رد طلبها.. تشعر بصفائها وصدقها.. لا شك طائعاً ستلبي..
ماذا تريدين...
اجلسي..
ها قد جلست ماذا لديك..
بصوت عذب رخيم: (كل نفسٍ ذائقةُ الموتِ وإنما توفون أجوركم يوم القيامة)..
سكتت برهة.. ثم سألتني..
ألم تؤمني بالموت؟
بلى مؤمنة..
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة..
بلى.. ولكن الله غفور رحيم.. والعمر طويل..
يا أختي.. ألا تخافين من الموت وبغتته..
انظري هند أصغر منك وتوفيت في حادث سيارة.. وفلانة.. وفلانة.
الموت لا يعرف العمر.. وليس مقياساً له..
أجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها المُظلم..
إنني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت.. كيف أنام الآن.. كنت أظن أنك وافقت للسفر معنا هذه الإجازة..
فجأةً... تحشرج صوتها واهتز قلبي..
لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.. إلى مكان آخر.. ربما يا هناء.. الأعمار بيد الله.. وانفجرت بالبكاء..
تفكرت في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي سراً أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً.. ولكن من أخبرها بذلك.. أم أنها تتوقع هذا الشيء..
ما لك تفكرين؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة..؟
هل تعتقدين أني أقول هذا لأنني مريضة؟
كلا.. ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء..
وأنت إلى متى ستعيشين.. ربما عشرون سنة.. ربما أربعون.. ثم ماذا.. لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة..
لا فرق بيننا كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا أما إلى جنة أو إلى نار.. ألم تسمعي قوله الله: (فمن زُحزِحَ عن النار وأدخل الجنة فقد فاز)؟
تصبحين على خبر..
هرولتُ مسرعةً وصوتها يطرق أذني.. هداك الله.. لا تنسي الصلاة..
الثامنة صباحاً..
أسمعُ طرقاً على الباب.. هذا ليس موعد استيقاظي.. بكاء.. وأصوات.. يا إلهي ماذا جرى..؟
لقد تردت حالة نورة.. وذهب بها أبي إلى المستشفى.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
لا سفر هذه السنة.. مكتوب عليّ إلقاء هذه السنة في بيتنا بعد انتظار طويل..
عند الساعة الواحدة ظهراً.. هاتفنا أبي من المستشفى.. تستطيعون زيارتها الآن هيا بسرعة..
أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير.. عباءتي في يدي..
أين السائق.. ركبنا على عجل.. أين الطريق الذي كنت أذهب لأتمشى مع السائق فيه يبدو قصيراً.. ماله اليوم طويل.. وطويل جداً..
أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسي كي التفت يمنة ويسرةً.. زحام أصبح قاتلاً ومملاً..
أمي بجواري تدعو لها.ز أنها بنت صالحة ومطيعة.. لم أرها تضيع وقتها أبداً..
دلفنا من الباب الخارجي للمستشفى..
هذا مريض يتأوه.. وهذا مصاب بحادث سيارة. وثالث عيناه غائرتان.. لا تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة..
منظر عجيب لم أره من قبل...
صعدنا درجات السلم بسرعة..
إنها في غرفة العناية المركزة.. وسآخذكم إليها.. ثم واصلتِ الممرضة إنها بنت طيبة وطمأنت أمي أنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها..
ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد..
هذه هي غرفة العناية المركزة..
وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عيني أختي نورة تنظر إلي وأمي واقفة بجوارها.. بعد دقيقتين خرجتْ أمي التي لم تستطع إخفاء دموعها..
سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدث معها كثيراً.. دقيقتين كافية لك..
كيف حالك يا نورة..؟
لقد كنت بخير مساء البارحة.. ماذا جرى لك..
أجابتني بعد أن ضغطت على يدي: وأنا الآن ولله الحمد بخير.. الحمد لله ولكن يدك بادرة..
كنت جالسة على حافة السرير ولامست ساقها.. أبعدته عني.. آسفة إذا ضايقتك.. كلا ولكني تفكرت في قول الله تعالى: (والتفتِ الساقُ بالساق إلى ربك يومئذ المساق) عليك يا هناء بالدعاء لي فربما استقبل عن قريب أول أيام الآخرة..
سفري بعيد وزادي قليل.
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت.. لم استمرت عيناي في البكاء.. أصبح أبي خائفاً عليّ أكثر من نورة.. لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتي..
· مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين..
ساد صمت طويل في بيتنا..
دخلت عليّ ابنة خالتي.. ابنة عمتي..
أحداث سريعة..
كثر القادمون.. اختلطت الأصوات.. شيء واحد عرفته.. نورة ماتت.
لم أعد أميز من جاء.. ولا أعرف ماذا قالوا..
يا الله.. أين أنا وماذا يجري.. عجزت حتى عن البكاء.. فيما بعد أخبروني أن أبي أخذ بيدي لوداع أختي الوداع الأخير.. وأني قبلتها.ز لم أعد أتذكر إلا شيئاً واحداً.. حين نظرت إليها مسجاه.. على فراش الموت.. تذكرت قولها: والتفتِ الساق بالساق) عرفت حقيقة أن (إلى ربك يومئذ المساق).
لم أعرف أنني عدت إلى مصلاها إلا تلك الليلة..
وحينها تذكرت من قاسمتني رحم أمي فنحن توأمين.. تذكرت من شاركتني همومي.. تذكرت من نفّست عني كربتي.. من دعت لي بالهداية.. من ذرفت دموعه ليالي طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب.. الله المستعان..
هذه أول ليلة لها في قبرها.. اللهم ارجمها ونوّر لها قبرها.. هذا هو مصحفها.. وهذه سجادتها.. وهذا.. وهذا.. بل هذا هو الفستان الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة.. بكيت بكاء متواصلاً.. ودعوت الله أن يرحمني ويتوب عليّ ويعفو عني.. دعوت الله أن يثبتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو..
· فجأة سألت نفسي ماذا لو كانت الميتة أنا؟ ما مصيري؟
لم أبحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابني.. بكيت بجرقة..
الله أكبر.. الله أكبر.. ها هو أذان الفجر قد ارتفع.. ولكن ما أعذبه هذه المرة..
أحسست بطمأنينة وراحة وأنا أرددّ ما يقوله المؤذن.. لفلفت ردائي وقمت واقفة أصلي صلاة الفجر .. صليت صلاة مودع.. كما صلتها أختي من قبل وكانت آخر صلاة لها..
إذا أصبحت لا أنتظرُ المساء..
وإذا أمسيتُ لا أنتظرُ الصباح..
(2) الغفلة

شيع الحسن جنازة فجلس على شفير القبر فقال: إن أمراً هذا آخره لحقيق أن يُزهد في أوله (
[1]) وإن أمراً هذا أوله لحقيقٌ أن يُخاف آخره..([2])

---------------

اللهم ارحمنا إذا درس قبرنا.. ونُسي اسمنا.. وانقطع ذكرنا.. فلم يذكرنا ذاكر.
ولم يزرنا زائر..
اللهم ارحمنا إذا أهلونا.. اللهم ارحمنا إذا كفنونا.. اللهم ارحمنا إذا على أكتافهم حملونا...
· كان الشريط يسير بسرعة.. وكنت أتابع دعاء الإمام بتركيز ولهفة. أعدت هذا الدعاء.. مرة.. وأخرى.. كلما قاله ودعا به حق.. ستنقطع بنا الحياة..
وسنُغسل.. ونكفن.. ثم نوضع في لحد تحت الأرض.. ويُنسى اسمنا.....
ولكن ذاك الصوت المقترن بالخشوع.. جعلني أتوقف برهة.. وأعيد الشريط مرة ثالثة..
لقد كانت أختي.. مثال الأخت الداعية.. المجتهدة.. لقد حاولت أن أكون محافظاً على الصلاة.. وعلى الطاعات.. حاولت بكل ما تستطيع... بالكلمة.. وبالشريط.. والكتاب..
· وفي أحد الأيام.. عندما ركبت معي في السيارة.. أخذ بنا الحديث.. وعندما هممنا بالنزول.. وضعت هذا الشريط في جهاز خرجت من العد.. بحركة عفوية.. لا شعورية.. ضغطت على الشريط.. وأنا لا أذكر ما فيه.. ولكني كالعادة أتوقع.. كلمة مغناة.. من التي أحبها.. ولكن شاء الله أن يكون هذا الشريط..
سمعته في صباح ذاك اليوم.. وأعدته في المساء.. وبعد العشاء..
سألتها ما هذا الشريط الذي وضعتيه..؟
قالت.. هل أعجبك!!
قلت لها.. لا شك..
ولم تكن العادة إجابتي بهذا الترحيب..
فرِحَتْ.. وكان بيدها كتاب فوضعته جانباً.. أعادت سؤالها..
هل أعجبك صوت الإمام وقراءته..؟
قلت لها.. نعم..
كانت هذه الإجابة مقدمة لحوار طويل.. ولقد كان مثل هذا الحوار متكرراً.. ولكنه هذه المرة اختلف كثيراً.. في النهاية.. قالت لي.. سأقرأ عليك ما قرأته قبل قليل..
(مرّ الحسن البصري بشاب مستغرق في ضحكه وهو جالس مع قوم في مجلس.. فقال له الحسن..يا فتى.. هل مررت على الصراط؟
قال.. لا.. قال.. فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلى النار..؟ قال.. لا..
قال: فما هذا الضحك.. صمتنا برهة.. ثم التفتتْ إلىّ..
إلى متى هذه الغفلة...؟






(3) الهدية

قال عمرو بن قيس: إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله..

---------------

أنهيتُ دراستي في المعهد الصحي بعد مشقة.. فلم أكن منضبطاً في دراستي.. ولكن الله سبحانه يسر لي التخرج..
وعينتُ في أحد المستشفيات القريبة من مدينتي.. الحمد لله أموري متيسرة.. وأعيش بين والديّ.
قررت أن أجمع مهراً لزوجتي.. وهو ما تحثني عليه والدتي كل يوم.. كان العمل يسير بشكل جدّي ومرتب.. خاصة أن عملي في مستشفى عسكري..
كنت أحب الحركة لذلك نجحت في عملي نجاحاً طيباً.. مقارنة بدراستي النظرية المملّة..
المستشفى يضم موظفين من مختلف الجنسيات تقريباً.. وكانت علاقتي بهم علاقة عمل.. كنا أنهم كانوا يستفيدون من وجودي معهم كابن للبلد.. فأنا دليلهم للمناطق الأثرية.. والأسواق.. كما أنني كنت أذهب ببعضهم إلى مزرعتنا.. وكانت علاقتي بهم قوية. وكالعادة.. عند نهاية عقد أحد الموظفين.. كنا نقوم بعمل حفلة توديع..
وفي أحد الأيام قرر أحد الأطباء البريطانيين السفر إلى بلاده لانتهاء مدة عمله معنا..
تشاورنا في إقامة حفل وداع له.. وكان المكان المحدد هو مزرعتنا... تم الترتيب بشكل عام.. ولكن كان يأخذ جل تفكيري.. ما هي الهدية التي سأقدمها له.. وبخاصة أنني عملت ملازماً له لفترة طويلة..
وجدت الهدية القيمة والمناسبة في نفس الوقت.. هذا الطبيب يهوي جمع القطع التراثية.. وبدون تعب ولا مشقة..
والدي لديه الكثير من هذه المقطع .. فكان أن سألته.. وأخذت منه قطعة تراثية من صنع المنطقة قديماً.. وكان ابن عم لي حاضراً لحوار مع والدي..
وأضاف لماذا لا تأخذ له هدية على شكل كتاب عن الإسلام.. أخذت القطعة التراثية.. ولم آخذ كلام ابن عمي على محمل الجد.. إلا أن الله يسر لي الأمر بدون بذل جهد.. ذهبت من الغد لشراء الصحف والمجلات من المكتبة.. فوجدت كتاباً عن الإسلام باللغة الإنجليزية.
عادت كلمات ابن عمي ترن في أذني.. راودتني فكرة شرائه خاصةً أن سعره زهيد جداً.. أخذت الكتاب.. ويوم الاحتفال بتوديع زميلينا.. وضعت الكتاب وسط القطعة التراثية وكأني أخبئه.. قدّمت هديتي.. وكان وداعاً مؤثراً.. فهذا الطبيب محبوب من جميع العاملين..
سافر صاحبنا.. مرت الأيام والشهور سريعة.. تزوجت ورزقت طفلا..
· ذات يوم وصلتني رسالة من بريطانيا.. قرأتها بتمهل فقد كانت باللغة الإنجليزية.. مبدئياً فهمت بعض محتوياتها.. والبعض لم أفهمه.. عرفت أنها من صديق قديم طالما عمل معنا ولكنني رجعت إلى ذاكرتي.. اسمه أول مرة أسمعه.. بل وغريب على سمعي (ديف الله) هذا هو اسمه..
أغلقت الرسالة أحاول أن أتذكر صديقاً اسمه (ديف الله) ولكنني عجزت عن تذكر شخص بهذا الاسم.. فتحت الرسالة قرأتها مرة أخرى.. بهدوء انسابت الحروف ببساطة وسهولة.. هذا جزء من رسالته..
الأخ الكريم ضيف الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لقد يسر الله لي الإسلام وهداني على يديك.. فلن أنسى صداقتك معي.. وسأدعو لك.. أتذكر الكتاب الذي أهديتني إياه عند سفري.. لقد قرأته ذات يوم وزادت لهفتي لمعرفة الكثير عن الإسلام.. ومن توفيق الله لي أنني وجدت على غلافه عنوان ناشر الكتاب. فأرسلت إليهم أطلب المزيد.. فأرسلوا لي ما طلبت.. والحمد لله شع نور الإسلام في قلبي.. وذهبت للمركز الإسلامي وأعلنت إسلامي.. وغيرت اسمي من جون إلى (ضيف الله) أي إلى اسمك.. لأنك صاحب الفضل بعد لله.. كما أنني أرفق لك صورة من شهادة إشهار إسلامي.. وسأحاول القدوم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج..
أخوك في الإسلام.. ضيف الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أغلقت الرسالة.. بسرعة أعد فتحها.. بدأت أقرأها من جديد..
هزتني الرسالة بقوة.. لنني أشعر بالصدق في كل حرف من حروفها.. بكيت كثيرا.. كيف أن الله هدى رجلاً إلى الإسلام على يدي وأنا مقصر في حقه.. كتاب لا يساوي خمسة ريال يهدي به الله رجلاً..
أصابني حزن.. وفرح.
فرحت أن الله هداه للإسلام بدون جهد مني.. وحزنت كثيراً.. لنني سألت نفسي أين أنا الفترة الماضية عن العاملين معي.. لم أدعهم للإسلام.. لم أعرّفهم بهذا الدين..
ولا كلمة عن الإسلام تشهد لي يوم القيامة..
لقد حادثتهم كثيرا.. مازحتهم كثيراً.. ولكنني لم أحدثهم عن الإسلام لا قليلاً ولا كثيراً.
هدى الله ضيف الله للإسلام.. وهداني إلى محاسبة نفسي وتقصيري في طاعته.. لن أحقر من المعروف شيئاً ول وكتاب بريال واحد فقط..
فكرت قليلاً لو أن كل مسلم أهدى من هم حوله كتاباً واحداً فقط.. ماذا يكون..
لكنني صدمت مرة أخرى.. من هول ما قرأت..
· بعض الحقائق عن أفريقيا تقول:
- تم جمع مبلغ 139 ألف مليون دولار أمريكي في أمريكا لأغراض الكنيسة.
- تم تجنيد 3968200 مبشر نصراني خلال نفس السنة..
- وُزّع من الإنجيل 112564400 نسخة..
- بلغ عدد محطات الإذاعة والتلفزيون النصرانية 1620 محطة.
هذه الإحصائية مأخوذة من المجلة الدولية لأبحاث التنصير الأمريكية.. العدد 1 مجلد 11 – 1987م.
تساءلت.. أين نحن.. على أقل الأحوال..
- كم سائق لدينا غير مسلم.. وكم خادمة لدينا غير مسلمة..
- كم .. وكم.. ألمٌ تسبقه دمعة.. ولكن يبقى السؤال.. أين العمل .. أين العمل..


(4) القوت الضائع

قال الحسن البصري: أدركت أقواماً كان أحدهم أشحُ على عُمرةٍ منه على دِرهمة.

-----------

طفلي الصغير منذ مساء أمس وصحته ليست على ما يرام.. عندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى.. رغم التعب والإرهاق إلا أن التعب لأجله راحة.
حملته وذهبت.. لقد كان المنظرون كثير.. الصمت يخيم على الجميع.. يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الاخوة..
أجلت طرفي في الحاضرين.. البعض مغمض العينين لا تعرف فيم يفكر.. آخر بتابع نظرات الجميع.. آخرون تحس على وجوههم القلق والملل من الانتظار.
يقطع السكون الطويل..صوت المنادي..برقم كذا.. الفرحة على وجه المُنادي.. يسير بخطوات سريعة.. ثم يرجع الصمت للجميع..
· لفت نظري شاب في مقتبل العمر.. لا يعنيه أي شيء حوله.. لقد كان معه مصحف جيب صغير.. يقرأ فيه.. لا يرفع طرفه نظرت إليه ولم أفكر في حاله كثيراً لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت.
ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها وأنا فارغ بلا عمل ولا شغل. بل انتظار ممل.
أذّن المؤذن لصلاة المغرب.. ذهبنا للصلاة.
في مصلى المستشفى.. حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف بعد أن أتمنا الصلاة سرت معه وأخبرته مباشرةً إطلاقاً وهي أيام وليالي تنقضي من أعمارنا دون أن نحس أن نندم..
قال.. إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت.
وأخبرني.. أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيراً أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر والمثوبة إن شاء الله تقطع عليه الملل والتوتر.. وأضاف محدّثي قائلاً إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على والنصف..
وسألني..
متى ستجد ساعة ونصف لتقرأ فيها القرآن..
تأملت.. كم من الأوقات تذهب سدى.. كم لحظة في حياتك تمر ولا تحسب لها حساب..
· بل كم من شهر يمر عليك ولا تقرأ القرآن..
أجلت ناظري.ز وجدت أني محاسب والزمن ليس بيدي. فماذا أنتظر؟
قطع تفكيري صوت المنادي.. ذهبت إلى الطبيب.
أريد أن أحقق شيئاً الآن..
بعد أن خرجت من المستشفى.. أسرعت إلى المكتبة.. اشتريت مصحفاً صغيرا..
قررت أن أحافظ على وقت. فكرت وأنا أضع المصحف في جيبي..
كم من شخص سيفعل ذلك..
وكم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك..



(5) السعادة

أحسـنت زنك بالأيــام إذ حَسنُت

ولم تخف سوء ما يأتي بـه القـدر
وسالمتـك الليالي فأغتــررت بها

وعنـد صفـو الليالي يحدث الكدر

--------
بعد أن أكملت دراستي الثانوية.. تقدمت بأوراقي للالتحاق بالجامعة.
ولكن كان هناك أمر جديد.
فقد تقدم لخطبتي شاب يدرس في أمريكا.. وتمت الموافقة.
· لابدّ من السفر إلى بلاد الغربة.. فرحت بذلك فرحاً عظيماً. سأعيش في أمريكا.
جل ما يؤرقني.. كيف بهذه السرعة تنازل عني أهلي بل كيف وافقوا على الغربة الطويلة خاصةً أنهم لا يعرفون الرجل من قبل.. وأنا لا أزال في هذا السن..
تمتعت بشهر العسل كما يقولون.. واستقريت في منزلنا الجميل في أمريكا.
مرت الأيام حلوة وجميلة.. شاهدت معظم المناطق في أمريكا.. كان زوجي يحرص على أن أشاهد كل شيء..
وحتى يكون لدي ثقافة عن كل شيء..
لكن أيام الصفاء لم تدُم طويلاً.. كنا حسب تصوري الآن.. في مرحلة مراهقة عقلية.. فقد بدأت حركة المد والجزر في حياتنا.
كنا مهملين في كل شيء حتى في أداء الصلاة.. الشيء الوحيد الذي كنا نحرص عليه.ز أن يكون لدينا ثقافة عن كل شيء..
وامتداداً خلافنا.. يقضي معظم وقته خارج المنزل.. خاصةً في الليل..
لم نرزق خلال تلك السنوات الثلاث بمولود.. لعل هذا ساعد على اتساع حدة الخلاف بيننا أصبحنا نصل أحياناً إلى حافة النهاية.. نهاية حياتنا الزوجية..
استمرت هذه الحالة..
عندما عدنا لزيارة الوطن. لحظ أهلي الضعف والإرهاق علي. قررت أن أصارح والدتي بكل شيء..
بدورها نقلت الصورة كاملة إلى والدي.
أخذني أبي جانباً.. سألني أسئلة كثيرة ودقيقة كلها تدور حول زوجي ومعاملته لي..
وأخيراً مدى استقامته.
بعد مهلة منحنى إياها والدي للتفكير.. طلبت الطلاق.. كنت أتوقع أن يكون الأمر سهلاً.. خاصةً إننا اتفقنا على الطلاق مرات عديدة في أمريكا ولكن زوجي رفض الطلاق إلا بشروط كثيرة.
من أبسطها.. رد المهر كاملاً.. وبعد أخذ ورد.. انتهت الأيام المزعجة.. ومما زاد كراهيتي له.. طلباته عند الطلاق.. على الرغم من أنني ساندته في دراسته.. ودفعت له من مبالغ كانت معي.. بل إن مرتبي كاملاً ثلاث سنوات كان بيده..
على أية حال دُفع له ما أراد.. ودُفع لي ما أردت..
عدت لحياتي القديمة.. تقدمت إلى الجامعة.. وأبديت رغبة في الانضمام إلى قسم اللغة الإنجليزية.. وذلك لإجادتي لها من خلال السنوات التي عشتها في الغربة..
ولكن شاء الله أن أقابل إحدى زميلاتي في المرحلة الثانوية.. بعد السلام الحار.. والسؤال الطويل.. أخبرتها أنني أحمل أوراقي للانضمام إلى قسم اللغة الإنجليزية.
زميلتي لم يبق على تخرجها سمى عام دراسي واحد.. وتدرس في قسم الدراسات الإسلامية.
من خلال وقفتنا البسيطة استطاعت أن تقنعي بالانضمام إلى قسم الدراسات الإسلامية.
فهناك.. كما ذكرت لي المعلومات التي ستستفيدين منها.. كما أنك ستتعرفين على جميع طالبات القسم بحكم معرفتي لهن.. وهناك ما يرضيك من النشاطات اللامنهجية.. من محاضرات وندوات.
وهذا الجانب اللامنهجي.. أعادني إلى مرحلة الطفولة حيث كنت أحب تلك النشاطات.
واتكلت على الله كما قالت لي.. لا تترددي.
بسرعة كبيرة لم أكن أوقعها.. أصبحت عضوة نشطة في هذا القسم.. أصبحت أشارك في إعداد الندوات وفي ترتيبها.. كما أن المجموعة التي كنت معها يطغى عليها جانب المرح.. وهذا ما فقدته منذ ثلاث سنوات.
رجعت لي صحتي.. وعادت الحياة تدب في عيني.. كما يحلو لأمي أن تقوله لي.
· لا وقت فراغ لدي كما يقال.
فأنا أعد بحثاً.. أو أراجع مقرراتي الدراسية.. وأحياناً أقوم بالتحضير لإلقاء محاضرة على زميلاتي لمدة عشر دقائق..
أصبحت لدي همة كبيرة وعزيمة صادقة.. المجتمع الذي أعيش فيه جعلني لا أنسى الفريضة.. بل تعداه إلى التطوع في النوافل من صلاة وصيام.. حمدت الله أي سير لي الدخول إلى هذا القسم.. حيث الرفقة الصالحة.
قررت مع مجموعة من زميلاتي.. أن نحفظ القرآن..
كان قراراً بالنسبة لي.. يعني أنني مقبلة على مرحلة جديدة.. بدأنا في حفظ القرآن.. كنت متخوفة في البداية أنني لن أستمر.. ولكن الله يسر لي الاستمرار وأعانني على الحفظ بدون مشقة.. كما أنني بدأت استدرك ما فاتني فقررت التركيز على كتب العقيدة والفق..
سبحان الله عندما سافرت لأمريكا كنت أعتقد أنني في قمة السعادة.. ولكنني عرفت أن البعد عن الله ليس فيه سعادة مطلقة.. وإن كان شكل السعادة يلوح.
· امتد نشاطي إلى بيتنا.. بدأت أختي تحفظ القرآن معي.. خصصت جزءاً من وقتي.. لكي أقرأ على والدتي ما يفيدها.. خاصةً الأحكام المتعلقة بالنساء.. الحمد لله كثرت وتنوعت الأشرطة الإسلامية في بيتنا.. لا أذهب لزيارة أحد إلا ومعي مجموعة منها على شكل هدية. لم أضع مناسبة دون فائدة.
تغيرت حياتي تماماً.. انظر إلى الدنيا بمنظار جديد.. وأنها دار ممر.. وليست دار مقر.
لم يكدر صفو حياتي.. سوى أن زوجي السابق عاد من أمريكا بعد أن أنهى دراسته.
وزارتنا والدته تطلب الصفح ونسيان الماضي والعودة إلى زوجي السابق.. قبلت رأسها وقلت لها إنني نسيت الماضي كله.. وعفوت رجاء أن يعفو الله عنه.
رفضت طلبها ولكنني ودعتها ولم أنس أن أرسل له هدية.. عبارة عن مجموعة من الأشرطة.ز تحث على التوبة ومحاسبة النفس.. غير ما ذكرت لا وقت لدي سوى التفرغ الكامل لدراستي..
نسيت أن أذكر لكم أنه تقدم لخطبتي الكثير.. كان أهمهم بالنسبة لي أخ لإحدى زميلاتي..
رفضت وأخبرتها إنني عاهدت الله أن لا أتزوج حتى أحفظ القرآن كاملا.. وحاولت أن تقنعي.. لكن أخبرتها أن هذه هي آخر سنة دراسية لنا في الجامعة.. وكذلك آخر سنة لأكمل حفظ القرآن.
سكتت ولم ترد عليّ..
بعد عام دراسي كامل.. أنهيت دراستي الجامعية.ز كنت أطمح لأن أعمل معيدة في الجامعة.. ولكن شاء الله.. غير ذلك..
عُينتُ في مدرسة قريبة من منزلنا.. واستمرت نشاطي اللامنهجي.. فوضعت جدولاً للمحاضرات تعده الطالبات.. كما أنني جعلت هناك نشاطاً لحفظ القرآن.
سارت الأمور في المدرسة بشكل مفرح.. كأننا أسرة واحدة..
· وفي مساء ذلك اليوم..
زارتني زميلتي وأخبرتني.. أنني وعدتها بالزواج بعد حفظ القرآن..
والآن لا عذر لديك..
وافقت.. وتم كل شيء حسب السنة.. لا إسراف.. ولا تبذير.. ولا حفلات..
نِعمَ الرجل.. خُلق.. ودين.. وقيام ليل..
لا تسألوني كيف عشت معه.. كأننا ننتظر بعضنا.. طوال هذه السنين..
قال لي إن الذي جعله يصر على خطبتي.. هو حرصي على حفظ القرآن..
الحمد لله مغير الأحوال.. من أمريكا.. وثقافة كل شيء.. إلى حفظ القرآن..
الحمد لله الذي أدركتني رحمته قبل الفوات...

(6) إنذار

تُروعُنــا الجنـائزُ مقبـــلات

ونلهــو حين تذهـب مدبـــرات
كروعــة ثلةٍ لمغـار ذئـــبٍ

فلمــا غاب عـادت رائعـــات

-----
عشت مرحلتي الدراسية الأولى مع والدي..
في بيئة صالحة اسمع دعاء أمي وأنا عائد من سهري آخر الليل..
أسمع صوت أبي في صلاته الطويلة.. طالما كنت أقف متعجباً من طولها.. خاصةّ عندما يحلو النوم أيام الشتاء البارد..
أتعجب في نفسي وأقول.. ما أصبره.. كل يوم هكذا.. شيء عجيب.
لم أكن أعرف أن هذه هي راحة المؤمن وأن هذه هي صلاة الأخيار.. يهبُون من فرشهم لمناجاة الله..
بعد المرحلة التي قطعتها في دراستي العسكرية.. ها قد كبرت وكبر معي بعدي عن الله..
على الرغم من النصائح التي أسمعها وتطرقُ مسامعي بين الحين والآخر..
عُينت بعد تخرجي في مدينة غير مدينتي وتبعد عنها مسافة بعيدة.. ولكن معرفتي الأولى بزملائي في العمل خففت ألم الغربة على نفسي..
انقطع عن مسامعي صوت القرآن.. انقطع صوت أمي التي توقظني للصلاة وتحثني عليها.. أصبحت أعيش وحيداً.. بعيداً عن الجو الأسري الذي عشته من قبل..
تم توجيهي للعمل في مراقبة الطرق السريعة.. وأطراف المدينة للمحافظة على الأمن ومراقبة الطرق ومساعدة المحتاجين.. كان عملي متجدداً وعشت مرتاحاً.. أؤدي عملي بجد وإخلاص.. ولكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج..
تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه.. كثرة فراغي.. وقلة معارفي.. وبدأت أشعر بالملل.. لم أجد من يعينني على ديني.. بل العكس هو الصحيح..
من المشاهد المتكررة في حياتي العملية الحوادث والمصابين.. ولكن كان يوماً مميزاً..
في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي على جانب الطريق.. نتجاذب أطراف الحديث.
فجأةً سمعنا صوت ارتطام قوي..
أدرنا أبصارنا.. فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه المقابل.. هبينا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين..
حادث لا يكاد يوصف..شخصان في السيارة في حالة خطيرة.. أخرجناهما من السيارة.. ووضعناهما ممدين..
أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية.. الذي وجدناه فارق الحياة.. عدنا للشخصين فإذا هما في حال الاحتضار..
هب زميلي يلقنهما الشهادة..
قولوا: لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله..
لكن ألسنتهما ارتفعت بالغناء.. أرهبني بالموقف.. وكان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت.. أخذ يعيد عليهما الشهادة..
وقفت منصتاً.. لم أحرك ساكناً شاخص العينين أنظر.. لم أر في حياتي موقفاً كهذا.. بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة.. أخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة.. وهما مستمران في الغناء..
لا فائدة..
بدأ صوت الغناء يخفت.. شيئاً فشيئاً.. سكت الأول وتبعه الثاني.. لا حراك..
فارقا الدنيا..
حملناهما إلى السيارة.ز وزميلي مطرق لا ينبس ببنت شفه.. سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق..
قطع هذا الصمت صوت زميلي فذكر لي حال الموت وسوء الخاتمة.. وإن الإنسان يختم له إما بخير أو شر.. وهذا الختام دلالة لما كان يعمله الإنسان في الدنيا غالباً.. وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلامية.. وكيف يختم للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه..
قطعنا الطريق إلى المستشفى في الحديث عن الموت والأموات.. وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتاً بجوارنا..
خفت من الموت واتعظت من الحادثة.. وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعة..
ولكن نسيت هذا الموقف بالتدريج..
بدأت أعود إلى ما كنت عليه.. وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان مهما.. ولكن للحقيقة أصبحت لا أحب الأغاني.. ولا أتلهف عليها كسابق عهدي.. ولعل ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما..
· من عجائب الأيام..
بعد مدة تزيد على ستة أشهر.. حصل حادث عجيب.. شخص يسر بسيارته سيراً عادياً.. وتعطلت سيارته.. في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة..
ترجل من سيارته.. لإصلاح العطل في أحد العجلات.. عندما وقف خلف سيارته.. لكي ينزل العجلة السليمة..
جاءت سيارة مسرعة.. وارتطمت به من الخلف.. سقط مصاباً إصابات بالغة..
حضرت أنا وزميل آخر غير الأول.. وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله..
شاب في مقتبل العمر.. متدين يبدو ذلك من مظهره.. عندما حملناه سمعناه يهمهم.. ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز ما يقول.
ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا..
سمعنا صوتاً مميزاً..
إنه يقرأ القرآن.. وبصوت ندي.. سبحان الله لا تقول هذا مصاب..
الدم قد غطى ثيابه.. وتكسرت عظامه.. بل هو على ما يبدو على مشارف الموت.
· استمر يقرأ بصوت جميل.. يرتل القرآن..
لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة.. كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الأول.. خاصةً وأن لي سابق خبرة كما أدعي..
أنصتُ أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم..
أحسست أن رعشة سرت في جسدي.. وبين أضلعي.. فجأة.. سكت ذلك الصوت.. التفت إلى الخلف.. فإذا به رافع إصبع السبابة يتشهد..
ثم انحنى رأسه..
قفزت إلى الخلف..
لمست يده..
قلبه.
أنفاسه..
لا شيء..
فارق الحياة..
نظرت إليه طويلاً.. سقطت دمعة من عيني.. أخفيتها عن زميلي.. ألتفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطلق زميلي في البكاء.ز أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثراً.
وصلنا المستشفى..
أخبرنا كل ما قابلنا عن قصة الرجل.. الكثير تأثروا من حادثة وقبل جبينه..
الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.
اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى.. كان المتحدث أخوه.. قال عنه.. أنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام.. والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين.. وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها.. وكان يرد على يثنيه عن السفر ويذكره له طول الطريق.. إنني استفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته.. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.. وأنني أحتسب إلى الله كل خطوة أخطوها..
من الغد.. غص المسجد بالمصلين.. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة.. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة.
أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة..
· وجهوا وجهه للقبلة..
عسى الله أن يعفو عما سلف وأن يثبتني على طاعته وأن يختم لي بخير.. وأن يجعل قبري وقبر كل مسلم روضة من رياض الجنة..
(7) العـودة

إن تَبق تُفجــع بالأحبـة كلهــم

وفنــاء نفسِـك لا أبـالك أفجــع

------
سقطت على الأرض مغشياً عليها..
ليست المرة الأولى.. فهي تعاني من إرهاق نفسي متواصل منذ أن تزوجت قبل سنتين..
لقد أخبروها أنه رجل طيب.. وفيه خير..
تستطيعين التأثير عليه لكي يتدارك أمور دينه.. ويحافظ على الصلاة مع الجماعة..
وأنت يا بنيتي.. قد تزوجت أختك الصغرى قبلك.. وأعتقد أن هذا هو الأصلح لك..
وأصرت أمي على هذا الخاطب.. فهو ميسور الحال.. ومن عائلة معروفة.. ومركزه الوظيفي جيد..
مظاهر براقة لا تهمني..
فقد سألت عن الدين.. هذا ما يهمني.. أريد رجلاً صالحاً يعينني على الخير وعلى الطاعة.. إن أحبني أكرمني وإن كرهني سرحني سراحاً جميلاً. فما أكثر ما نسمع من تلك القصص المبكية من ظلم الأزواج ومشاكلهم مع زوجاتهم لقلة الخلق والدين.
كنت أحلم بمن يوقظني للصلاة في جوف الليل..
كنت أدعو الله في ظلام الليل ودموعي تتساقط أن يرزقني الرجل الذي يعينني على الطاعة وأعيش معه على مرضاة الله.. نسير سوياً متجهين إلى الله.. نقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الطيبين..
كنت أحلم بالرجل الذي يربي أبنائي تربية إسلامية صحيحة..
كأنني أقف بالباب أرمقه هو وابني وهما ذاهبان إلى المسجد.. دعوت الله أن يتردد على مسامعي.. قول زوجي..
كم حفظت اليوم من القرآن..
وكم جزءٍ قرأت.. أحلم أنني أقف بطفلي أمام الكعبة وأدعو له.. سأنجب أكب عدد من الأبناء طالما أن في ذلك..
وأنني سأخرج للدنيا من يوحد الله.. طالما حلمت الأحكام الكثيرة ولطالما متعت نفسي بتلك الأحلام.. الحمد لله على كل حال.. احتسبتُ الأجر وصبرت على زوجي.. في البداية كان ينهض للصلاة.ز مع مرور الأيام بدأ يتثاقل..
ماذا تريدين.. الله غفور رحيم..
سأصلي..
الوقت مبكر..
هذا هو الرد السريع عندما أحثه على صلاة الجماعة حتى لا تفوته.. أحس أنه يتغير مع إلحاحي إلى الأفضل.. على الأقل هذه ما أتفاءل به..
كنت أخشى رفقاء السوء فقد حدثني عن بعضهم.. أصبحت أخشى عليه من تأثيرهم.. فكرت في طريقة قد تكون مجدية أكثر من نصحي له.
لماذا لا أعرفه على الشباب الصالح فقد يتأثر بهم..
زوج صديقتي شاب طبيب وملتزم وصالح إن شاء الله.ز أسرعت للهاتف.. رحبت صديقتي بالفكرة وشجعت زوجها.. أخبرته أن صديقتي ستأتي ومعها زوجها.. زارتني صديقتي هي وزوجها..
قلبي يرجف من الفرح.. عس الله أن يلقي في قلبه حبه. كلما طال وقت الزيارة كلما زادت دقات قلبي..
· ودعت زميلتي عند الباب..
رجعت إليه بسرعة..
جلست أضغط على أصابعي بقوة.. انتظره يقول شيئاً.. نظرت في عينيه.
فقال.. لقد كان لطيفاً وذو خلق عالٍ.. ولكنه لم يبد حماساً للقائهم وللذهاب لهم كما وعدهم برد الزيارة.. حاولت بشتى الوسائل والسبل.. أن أعينه على المحافظة على الصلاة في المسجد.
الآن إلحاحي زاد بعد أن أنجبت منه ابناً.. أسهر الليالي الطويلة لوحدي..
هو يقهقه مع زملائه وأنا أبكي مع طفلي..
أكثرت من الدعاء له بالهداية..
قررت أن أصلي صلاة الليل في غرفتنا بجواره عسى أن يستيقظ قلبه.. أحياناً يستيقظ ويراني أصلي.. وفي النهار ألاحظ عليه أنه يتأثر من صلاتي وطولها..
مساء ذلك اليوم أخبرني أن أجهز له ثيابه.. سيسافر.. إلى المدينة الفلانية في رحلة عمل.. لا أعرف صدقه من غيره.. غالباً يسافر ولا يتصل بنا.. أحياناً أخرى يتصل ويترك رقم غرفته وهاتفه.. إذا تصل عرفت أين هو.. لكن أحياناً كثيرة لا أعلم أين يذهب.. ولكني أحسن الظن بالمسلم إن شاء الله.
في مدة سفرته سأخصه بالدعاء.. في اليوم التالي لسفره.. اتصل بنا.. هذا رقم هاتفي.. الحمد لله.. اطمأننت أنه في المملكة..
انقطع صوته ثلاثة أيام.ز وفي اليوم الرابع..
أتى صوته.. لم أكد أعرفه،، صوت حزين.. ما بك.. سأعود الليلة إن شاء الله..
في تلك الليلة لم أنم من كثرة بكاءه.. ماذا جرى لك.. أخذ في البكاء كالطفل.. ثم تبعته في البكاء وأنا لا أعلم ماذا به.. وبعد فترة سادها الصمت الطويل.. أخذ ينظر إليّ.. والدموع تتساقط من عينيه..
مسح آخر دمعة ثم قال: سبحان الله زميلي في العمل..
· سافرنا سوياً لإنجاز بعض الأعمال.. ننام في غرفتين متجاورتين لا يفصلنا سوى جدار واحد.. تعشينا ذلك المساء.. وعلى المائدة.. تجاذبنا أطراف الحديث.. ضحكنا كثيراً.. لم يكن بنا حاجة للنوم.. تمشينا في أسواق المدينة.. لمدة ساعتين أرجلنا لم تقف عن المشي.. وأعيننا لم نغضها عن المحرمات.
ثم عدنا وافترقنا على أمل العودة في الصباح للعمل لإنهائه.
نمت نوماً جيداً.. صليت الفجر عند الساعة السابعة والنصف..
اتصلتُ عليه بالهاتف لأوقظه.. لا يدر.. كررت المحاولة.. لعله في دورة المياه.. شربت كوباً من الحليب كان قد وصل في الحال.. اتصلت مرة أخرى.. لا مجيب..
الساعة الآن الثامنة وقد تأخرنا عن موعد الدوام.. طرقت الباب.. لا مجيب.. اتصلت باستعلامات الفندق لعله خرج.. ولكنهم أجابوا أنه موجود في غرفته..
لابدّ أن نفتح لنرى..
أصبح الموقف يدعو للخوف.. احضروا مفتاحاً احتياطياً للغرفة.. دلفنا الغرفة..
أنه نائم..
يا صالح..
ناديته مرة أخرى..
رفعت صوتي أكثر وأنا اقترب منه..
نائم ولكنه عاض لسانه..
ومتغير اللون..
ناديته..
اقتربت أكثر..
لا حراك..
التقرير الطبي يقول: أنه مات منذ البارحة بسكتة قلبية مفاجئة.. أين الصحة.. والعافية.. والشباب.. البارحة كنا نسير سوياً.. لم يشتكِ من شيء.. ليس به مرض ولم يشتك من مرض أبداً..
أعدت حساباتي..
هذا موت الفجاءة لا نعرف متى سيأتي.. بل بدون مقدمات..
سألت نفسي لماذا لا أكون أنا صالح.. ماذا سأواجه الله به.. أين عملي.. ماذا قدمت.. لا شيء مطلقاً..
عرفت أنني مقصر في حق الله..
سكت زوجي.. بكى وأبكاني.. وبكينا سوياً..
حمدت الله على هذه الهداية.. عشنا بعدها كما كنت أحلم أو أكثر..
في الأسبوع التالي..
شكر لي جهدي معه وحرصي على هدايته.. وأخبرني أننا سوف نذهب لأداء العمرة والمكوث في مكة نهاية الأسبوع.. لنبدأ صفحة جديدة مع الاستقامة..
أكاد أطير من الفرح.. فأنا لم أذهب إلى مكة منذ أن تزوجت..
· ضُحى ذلك اليوم ذهبت إلى الحرم.. الإعداد قليلة.. فترة صيف وليس هناك زحام..
حقق الله ما كنت أحلم به..
وقفت بابني أمام الكعبة.. لكني لم أستطع الدعاء له لأنني بكيت وبكيت.. حتى تقطع قلبي..
في الغد.. إن شاء الله اليوم سنطوف طواف الوداع وسنغادر هذه الأرض الطاهرة..
بعد طواف الوداع.. عدنا من الحرم لنستعد للسفر ما هذا الذي معك.. هذا كتاب ابن رجب جامع العلوم والحكم.. هذا كتاب ابن القيم زاد المعاد في هدي خير العباد.. هذا كتاب الوابل الصيب لابن القيم.. هذا كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي.. وهذا القرآن الكريم بحجم صغير.. لن يفارق جيبي..
· أيتها الحبيبة..
هذه معالم في طريقنا إلى الدار الآخرة..
ثم أخذ يردد وهو يحمل الحقائب.
(ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء.. ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).


(8) دعاء

لا شيء مما ترى تبقى بشاشته

يبقى الإله ويودي المالُ والولد

--------

تزوجت منذ ما يزيد على سبع سنين..
الحمد لله كل ما أنشده – من وجهة نظري – وجدته.. فأنا مستقر في عملي.. مستقر في زواجي..
لا أشكو إلا الملل.. فأنا وزوجتي لم نرزق أطفالا.. وبدأ الملل..
وكثرت زيارات الأطباء..
كل جهد أتقد أنني بذلته..
سافرت للداخل والخارج..
عندما أسمع عن طبيب قادم متخصص في العقم.. أحجز لديه موعداً..
التحاليل كثيرة والأدوية أكثر..
· ولكن لا فائدة..
أصبح أكثر حديثنا أنا وزوجتي في الطبيب الفلاني
وماذا قال.. وماذا سنتوقع..
التوقعات تستمر لمدة سنة أو سنتين.. فمرحلة العلاج طويلة..
منهم من أخبرني أن العقم مني..
فأمسكت بيده..
وعبرت به الجزء الأول من الطريق.. ووقفنا في المنتصف.. ننتظر خلو الشارع في الجهة الأخرى من السيارات..
ووجدها فرصة ليسألني..
بعد أن دعا لي بالتوفيق والصحة..
هل أنت متزوج؟
فأجبته بنعم..
فأردف قائلا..
ألك أبناء..
فقلت له لم يقدر الله ذلك..
منذ سبع سنين ونحن ننتظر الفرج..
عبرنا الطريق.
ولما أردت أن أودعه قال لي.
يا بني لقد جرى لي ما جرى لك وأخذت أدعو في كل صلاة.. (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)
والحمد لله لي من الولد سبعة فضغط علي يدي وقال: لا تنس الدعاء..
ولك أكن أحتاج إلى توصية..
فقد وجدت مفقوداً لي..
أخبرت زوجتي بما حدث لي..
وتجاذبنا الحديث..
أين نحن عن الدعاء كل شيء بحثنا عنه وجربناه..
ولك طبيب نسمع به طرقنا بابه..
· فلماذا لا نطرق باب الله؟
وهو أوسع الأبواب وأقربها..
تذكرت زوجتي أن امرأة مسنة قد قالت لها منذ سنتين..
عليك بالدعاء..
ولكن كما قالت زوجتي..
كان في ذلك الوقت لدينا مواعيد لا حد لها مع الأطباء..
أصبحت مراجعاتنا للأطباء مراجعة عادية.
بدون تلهف وبدون قلق..
مراجعات عادية..
نبحث عن علاج محدد فقط..
يكون سبباً من الأسباب..
وتوجهنا إلى الله بقلوبنا..
في الصلوات المكتوبة وفي جوف الليل..
تحرينا أوقات الإجابة..
ولم يخب الظن..
ولم نُرد.
بل فتح الله باب الإجابة..
وحملت زوجتي..
ووضعت طفلة..
تبارك الله أحسن الخالقين..
لن نخف الفرح ولا السرور..
ولكننا الآن نردد.. (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).

(9) لمن كان له قلب

مازال يلهَجُ بالرحيل وذكـــره

حتى أنــاخ ببـابـه الجَمـــال
فأصـابه متيقضـاً متشمـــراً

ذا أهبــهٍ لم تلهــــه الآمـال

------
لازلت أتذكر وأنا طفل صغير..
أنني أدخُلت المستشفى لمدة أسبوع من جراء برد أصابني.. وعند خروجي سمعت الطبي يخبر والدي بأن صحتي الآن جيدة ولكن قد يكون لهذا المرض تأثير في المستقبل.
مضت سنين طويلة..
أصبحت شاباً ثم أباً..
أحياناً أشعر بالتعب والإرهاق من أقل مجهود أبذله..
ذهبت إلى المستشفى لإجراء فحوصات كاملة..
تبين أن لدي ضعف في صمامات القلب..
وإن هذا الضعف من جراء برد أصابني في فترات سابقة أدى إلى روماتيزم في القلب..
حاولت أن أقنع الطبيب بعلاج أو راحة.. تغني عن العملية.. ولكن أ×رني..
· أن حاجتك إلى العملية ستكون بعد عدة شهور..
وستتأكد من ذلك بنفسك..
وفعلاً بعد عدة شهور.
بدأ الضعف ينتابني والإرهاق يبدو عليّ..
وقررت الرضى بقضاء الله وقدره وأن أسلم أمري إلى الله.. بعد إجراء فحص شامل وما يتبعه من إجراءات..
ثم أخذ موعد لكي أحضر للمستشفى للإقامة وذلك قبل موعد إجراء العملية بيوم..
وكان ذلك..
بدأت زيارة الأقارب في اليوم الأول..
كنت مرتاح البال مطمئن الخاطر..
جلست مدة تزيد على ساعة مع الطبي الجراح الذي سيقوم بإجراء العلمية.
في الليلة التي سبقت موعد العملية.
نمت نوماً هادئاً.
لم أفكر في شيء مطلقاً..
ومع آذان الفجر استيقظت..
سمعت الأذان..
وتردد صداه في داخلي..
نز كياني..
طرقني هاجس..
تغير هدوئي..
لا أعرف ماذا جرى لي..
العملية صعبة..
ربما أن هذا آخر أيامك في هذه الحياة..
ربما هذا آخر أذان تسمعه في حياتك..
وأخذت تتجاذبني الهواجس من كل جانب..
أين كنت فيما مضى..
سؤال جعل الدمع ينهمر من عيني..
مرت حياتي الماضية كحلم..
أين أنا عن الآخرة..
ها هو الموت قد اقترب..
وحين رفعت بصري..
فإذا بالممرض يقف على رأسي..
ما بك..
لم أجبه..
ليس لدي جواب..
لكنه لاحظ اضطرابي وقلقي.. وربما أنه يتوقع ذلك فقد كان يحمل بيده إبرة منومة..
سلمت يدي..
وأنا أعلم أنني سألم قلبي للجراح..
وقبل ذلك كله..
سيُفتح صدري..
وسيتوقف قلبي عن النبض طوال مدة العملية..
وعند الانتهاء من العملية..
سترسل شجنة كهربائية لتنشيط القلب وإعادته مرة أخرى للنبض..
وفي حالة عدم الاستجابة..
ستكرر الصدمة الكهربائية مرة ثانية..
بعدها سأحمل على الأعناق..
معرفتي بكل التفاصيل هي التي جعلتني أرى الحياة هينة ورخيصة..
كيف أنني فرطت في عمري..
غفوت بعد ذلك لحظات من أخذ الإبرة..
علمت فيما بعد..
أن الجراح عمل في قلبي لمدة ثمان ساعات متواصلة..
حمدت الله أن قلبي استجاب للصدمة الكهربائية الأولى..
· بعد خروجي من المستشفى..
كل يوم آخذ في مراجعة أيامي..
أتذكر تلك اللحظة التي انهمر الدمع فيها وأنا على سرير الموت..
كيف سأواجه الله..
وبماذا..
وكلما تذكرت تلك اللحظة..
ازددت طاعةً وقرباً من الله..
وكلما جذبتني نفسي للتقصير والكسل..
تذكرت ذلك الموقف..
حمدت الله أنني عدت للحياة من جديد..

(10) الباب المفتوح

ولما قســا قلبي وضاقت مذاهبي

جعلتُ رجـائي نحـو بابك سُلما

-------

على الرغم من أنني كنت مشتغلاً بدراستي الجامعية إلا أن لدي بعض الوقت أقضيه في مزاولة هوايتي المفضلة – كما يقال – وهي المراسلة..
فقد اشتركت في مجلة دولية للمراسلة.. وكانت لي علاقات مع أصدقاء كثيرين في أنحاء العالم فقد كنا نتبادل الصور والطوابع.
وفي نهاية السنة الثالثة الجامعية وقبل اقتراب العطلة الصيفية.. فكرت في أن أسافر لعدة دول..
أولا: أترف على تلك الدول..
ثانياً: أتعرف على الأصدقاء الذي لي علاقة ببعضهم منذ سنتين أو أكثر..
من الناحية الاقتصادية..
الموضوع بالنسبة لي سهل حيث أنني لن أصرف مبالغ كثيرة.. سأحل ضيفاً على الأصدقاء لمدة يومين أو ثلاثة.. إلى أسبوع..
ومن جهة أخرى سيقوم الأصدقاء بتعريفي على الأماكن الأثرية والمواقع السياحية.. فسأكون محفولاً مكفولا..
نظمت خط سير رحلتي من المملكة فقررت أن أزور فرنسا أولا بعد ذلك أغادر إلى أسبانيا ثم إلى المغرب ثم إلى مصر وأخيراً أعود إلى بلادي..
وخط سيري هذا رتبته مع العديد من الأصدقاء الذين في هذه الدول ورحبوا بزيارتي.. كما أنني لم أرتبط بحجز للسفر.. بل تركت الأمور حسب ارتياحي في كل دولة..
· أنهيت العام الدراسي.. ونجحت والله الحمد بتفوق.. أخبرت أهلي بسفري.. لم يكن لديهم ممانعة في ذلك.. أحضرت آلة تصوير وبعض الأوراق الضرورية..
كما أنني لم أنس عناوين وهواتف الأصدقاء أقنعت نفسي أنني سأسافر للسياحة.. لا للمظاهر والبهرجة.. لذا اشتريت من الملابس أبسطها.. وحملت من المال ما يكفيني..
لغتي الإنجليزية لم تساعدني في محطتي الأولى حيث يتكلم الشعب الفرنسي اللغة الفرنسية ولكن عندما استقلت سيارة أجرة من المطار إلى مدينة باريس..
عرف أن اللغة الإنجليزية يتحدثها أصحاب الفنادق والمحلات الكبرى..
نزلت في فندق متواضع وكان الجو بارداً.. وملابسي يبدو أنها لن تقوم بالواجب.. فجسمي بدأ يرتعش من البرد.. الليلة الأولى مضت.
وسرني أنني عندما اتصلت على صديقي وكان في مدينة بعيدة عن باريس وأخبرته بقدومي.. أطهر لي السرور وأخبرني أنه سينتظرني غداً عند محطة القطار في مدينته..
في الغد حملت حقيبتي.. وركبت القطار..
ولا شك أنني عاتبت نفسي لكثرة التقاطي للصور.. خوفاً من نفاد الأفلام التي معي..
ولكن المناظر الطبيعية.. تأسرك بجمالها..
قبل وصول القطار بفترة..
أخرجت صورة صديقي الفرنسي أتفحصها.. لكي أتعرف عليه.. فأنا لم أره ولم يرني من قبل..
لم أجد صعوبة عند توقف القطار ونزولنا في التعرف على صديقي..
سار بنا إلى منزله.. وكان يتلكم الإنجليزية.. لغة المراسلة بيننا..
قضيت أياماً جميلة عندهم.. امتدت لخمسة أيام.. ثم بعد أن شاهدت مدينته وزرت مناطق السياحة فيها..
سافرنا سوياً إلى مدينة أخرى مكثنا فيها يومين ثم عدنا إلى باريس معاً وأمضينا فيها ثلاثة أيام عند أحد أصدقائه..
· بعدها غادرت إلى ألمانيا..
نفس مشكلة اللغة من جديد فالألمان لا يتكلمون إلا اللغة الألمانية.
في ألمانيا ارتحت أكثر لأن صديقي يملك سيارة.. وهذا ساعدنا على حرية الحركة وإن كان أفقدنا بعض المتعة من السفر في القطار والرحلات الجماعية..
على أية حال.. مكثت في ألمانيا لمدة أسبوع وكان صديقي يمضي إجازة مثلي.. فلم نُقم في منزلهم سوى يوم واحد.. ومن ثم أخذنا في التجوال في ألمانيا.. بل إننا قطعنا مسافة تزيد على خمسة آلاف كيلو متراً من الطرق.. وهذا كلفنا ثمن شراء وقود السيارة.. وكان هذا الثمن مناصفة بيننا..
رأيت ألمانيا أكثر من فرنسا.. كما أن صديقي الألماني وضعه المادي جيد.. وله أقارب في مناطق متفرقة من ألمانيا.. وإن كان أقاربه لم يقدموا لنا شيئاً يذكر..
· غادرت ألمانيا إلى أسبانيا وقد خططت لتكون الإقامة أطول فيها..
دمعتك في أسبانيا تسبق نظرك..
ماذا ترى بالأندلس.. ألم تسمع قصيدة الرثاء في سقوط الأندلس..
لكل شيء إذا مـا تـم نُقصــان

فلا يُغــر بطيب العيــش إنسـان
هي الأمـور كمـا شاهدتها دولً

من سـره زمـُن ساءته أزمـــان
يعتصر قلبك ويعجز لسانك.
اتصف الآثار.. عظمة في الدولة.. وعظمة في البناء.. هذا مآله..
كلما دخلتُ مسجداً اهتز قلبي..
كم من الركع ذهبوا.. كم من العباد دلفوا..
والناس مشغولة..
هذا الفسيفساء.. وهذا عقد.. وهذا.. كأن الإسلام مباني..
على الرغم من أنني أزور المسجد المجاور لنا إلا قليلاً.. لكن مساجد الأندلس تختلف..
بل كم مرة دخلت مسجد الحي ولم يهتز في جفن.. وأنا داخل للصلاة..
والآن تهتز جوانحي وأنا سائح.. لا مصل ولا عابد...
حدثني صديقي الأسباني عن عدل المسلمين عندما كانوا هنا.. وحدثني عن معلومات تاريخية..
لا أعرف صحتها من خطئها.. كلما هنالك أنني أحرك رأسي عند نهاية كلامة.. لا أجد جواباً..
ولكن قلبي يهتز..
يتحدثون عن التاريخ الإسلامي.. تاريخ آبائي وأجدادي.. ولا أعرف عنه شيئا.. بل إنني أفكر.. هل أنا من أحفاد من فتح الدنيا..؟ غادرت الأندلس وأنا حيران بكل ما تدل عليه هذه الكلمة من معنى..
وصلت بطريق البحر إلى المغرب..
ثم سافرت بالحافلة إلى قرية صديقي المغربي وكانت بالقرب من الحدود الجزائرية.. أقبلنا على القرية.. قرية وادعة في وسط الصحراء.. تذكرني بقريتي.. لم نحتج للعنوان..
أين بيت جابر.. الكل يعرفه.. وجه غريب.. الكل ينظر إليّ.. أخذني أحدهم عندما عرف أنني قادم من أرض الحرمين.. حمل حقيبتي بإصرار عجيب..
طرقنا الباب.. هذا والد جابر.. لم أعط فرصة لأن أعرف نفسي..
هذا قادم من مكة..
احتضنني.. تفضل.. حفاوة بالغة.. أخجلتني.. لقد كانوا ينتظرون قدومي بشوق منذ أسبوع. أعدوا لي الحفلات كما ذكروا..
بعد شرب الشاي.. وضعوا لي غرفة مرتبة..
· في المساء..
قالوا إن أهل القرية يريدون أن يروك.. (ماذا...)
يرونني.. وضُعتُ على المنصة في الحفلة.. وتكلم مسئول الحفل.. فرحب بي ترحيباً حاراً.. وكان الحفل يضم أغلب أهل القرية إن لم يكن كلهم.. رجالاً.. ونساءً وأطفالاً..
بعدها تحدث إمام المسجد عن فضل مكة المكرمة والمدينة المنورة.. ورحب بي..
· وكانت المفاجأة الصاعقة لي..
يتحدث إليكم القادم من أرض الوحي من مهبط القرآن الكريم من أرض مكة والمدينة.. كنت قبل ابتسم عندما تحدثوا.. ولكن عندما طلبوا مني الحديث..
تغير وني.. ارتعدت فرائصي.. أتعقد لساني..
لم أتعود أن أتحدث في جمع كهذا.. ثم ماذا أقول.. وأنا طالب الاقتصاد.ز لا معلومات شرعية أو ثقافية لدي..
ولكن الله يسر.. فقد تحدثت إليهم عن الحرم والكعبة.. والحج.. وتكلمت كثير عن الحج فهو موضوع بسيط درسته منذ القدم ولدي معلومات سنوية متجددة من خلال الإعلام خلال موسم الحج..
ودعوت الله يحجوا إلى مكة..
فكان أن تعالت الأصوات والبكاء.. والتأمين..
يعلم الله أنني خفت من الموقف خوفاً من الله.. بدأت أتحدث بشكل منفعل وكأنني أخاطب نفسي بالتوبة.. خنقتني العبرة وأنا أتحدث..
فبكيت.. سكت الجميع برهة.. وأنا أصابني ذهول من نفسي.. كأني في حلم عجيب..
قام الجميع يسلمون عليّ ويتحدثون بكلام لا أفهمه.. نصفه بكاء ونصفه الآخر بلهجة محلية..
بعد هذا المشهد وكأنني أشاهد تمثيلية وأنا بطلها.. دُعينا إلى العشاء.. وكان عشاء يكفي لجميع الحاضرين.. لكنني لم أكن أتلذذ بالأكل..
في داخلي شيء لا أعرفه..
ذهبت إلى غرفتي وأغلقت الباب على نفسي..
وبكيت..
بل إنني وضعت وجهي على وسادتي.. حتى ابتلت من الدموع حاولت أن أخفض صوتي حتى لا يسمعني أهل البيت..
لا أعلم متى توقفت عن البكاء.. ولكن النوم غلبني وأنا أبكي.. ولعل عناء السفر ساعدني على النوم.
طُرق الباب علي..
صلاة الفجر..
خرجت إلى المسجد.. وصليت بخشوع قلب.. وبكيت في الصلاة.
أصبحت شارد الذهن.. لا أعلم ما أصابني.. لا أعلم كيف قضيت أيامي.. لكن ليالي كانت بكاء وكان الشرود بادياً علي في النهار..
قررت أن أعود إلى بلادي..
رغم إصرارهم على المكوث.. ولكنني عزمت على العودة.. وكان خط سيري إلى جدة.. انتقلت من جدة إلى مكة.. ومكثت أسبوعاً في الحرم.. لا أخرج إلا لحاجة ضرورية..
بدأت أقرأ القرآن بتمعن.. أصلي بخشوع.. أطوف بطمأنينة..
· أين أنا عن كل هذا.. أين السنين الماضية..
لم أستطع أن أراجع حساباتي.. لأنه يغلبني البكاء.. والندم الشديد.. كنت إذا تفكرت في الماضي..
أفتح المصحف وأقرأ.. دموعي لا تفارقني.. أين هذه الدموع السنين الماضية..
لا أعلم..
هدأ روعي تلك الدروس التي تقام في الحرم..
اشتريت كتاباً بعنوان: (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) وآخر عنوانه: واحات الإيمان لعبد الحميد البلالي.
وقبل هذا وذاك..
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب..
(11) حامل المسك

قيل لعبد الله بن عمر: توفى فلان الأنصاري قال: رحمه الله، قالوا ترك مائة ألف. قال: لكن هي لم تتركه.

--------

أصابته ضائقة مالية شديدة تردد أوضاعه.. وقل ما في يده.. وتفرق أصحابه..
يتذكر أنه منذ عشر سنوات قدم استقالته من وظيفته.. تحول إلى الأعمال الحر.. تغيرت أحواله بعد الاستقالة.. كثرت أمواله.. انتقل إلى فلة كبيرة.. تزوج المرأة الثانية.. أسفاره لا تعد.. أنغمس في الملذات والمحرمات بدون حد.. يسمع الأذان.. ولا يبعد المسجد من مكتبه سوى أمتار محدودة ولا يذهب للصلاة.. بل إن له فترة طويلة ما سجد لله سجدة.. مشغول لا وقت لديه..
في بيته كالحيوان.. يأكل ويشرب وينام.. حتى تربيته لأولاده.. لم يسألهم يوماً هل يعرفون الصلاة أم لا.. في أمواله يتساوى لديه الحلال والحرام. لا يهمه الوسيلة.. المهم النتيجة.. فهذه قاعدته التجارية..
· ولكن.. خلال السنتين الماضيتين.. تردت الأمور التجارية.. بدأ يحاول المستحيل حتى يحافظ على أعماله وأرباحه السابقة.. ولذلك بدأت أعماله تأخذ طابع الفوضى.. كالغريق يريد النجاة..
بدأ أصحاب الربح السريع يزينون له هذا المشروع.. وذاك المشروع.. هذا المشروع فشل ولم ينجح.. وهذا يساوي نصف ما دفع فيه.. خلال السنتين كثر الدائنون.. وكثرت مشاكله.. تذكر كيف كان قبل الاستقالة من الوظيفة.. الآن مصروفاته باهظة ودخله قل.. بدأ يأخذ القروض من البنوك..
خلال سنة واحدة تراكمت عليه الديون وعجز عن السداد.. انتقل إلى مرحلة جديدة في حياته.. مرحلة المطالبات في المحاكم ولدى الحقوق والشرطة.. أصبح عمله فقط محالة إرجاء حقوق الدائنين إلى وقت آخر.. مرت الشهور.. وحلت الديون.. وبدأت ملمح الشجون.. تارة بالتهديد والوعيد.. وتارةً بتقديم الشكاوي.. هذا ما فعله الدائنون..
باع جميع ما يملك.. فتله.. سياراته.. أراضيه.. أملاكه التجارية.. سدد الجزء الأكبر..
· تبقى جزء من الديون أمهله أصحابها رأفةً به.. انتقل إلى بيت صغير جمع فيه زوجته وأبناءه العشر.. السائق والخادمة لا وجود لهما عنده.. الليل يقضيه في هموم وغموم..
في وسط هذه المشاكل خطرت في باله زيارة صديقه محمد.. سوف يساعده بمبلغ من المال.. فهو صديق طفولته.. ورفيقه في الوظيفة..
هل يذهب إليه.. أم لا.. على الرغم من أن محمد عندما زاره قبل سنتين تضايق من المظاهر البراقة.. ومن أصوات الموسيقى والصخب في بيته.. ولكنها الحاجة..
صمم واختار وقتاً مناسباً.. أنه وقت العصر من نهار الغد.. في منتصف العصر لبس ثوبه..
جرس الباب يطرق.. من.. (قولوا غير موجود) أنه صاحب البيت يريد الإيجار.. أين أبوكم.. غير موجود.. اضطر أن يتأخر نصف ساعة حتى يبتعد صاحب البيت عن الباب..
خرج على عجل وركب سيارته.. اتجه إلى منزل محمد.. نفس البيت القديم إذ لم يغيره.. وصل إلى بيت محمد بعد آذان المغرب مباشرةً.. من بالباب.. أنا صالح.. أين محمد.. لقد ذهب إلى المسجد وسيعود بعد الصلاة.. ركب سيارته.. اطرق برأسه.. من العيب أن ينتظر في السيارة والناس يمرون بجواره ذاهبين للمسجد.. ثم ماذا لو خرج محمد ووجده لم يصل مع الجماعة.. ثم أين يذهب..
لست على وضوء.. سأهذب للصلاة ها هو المسجد..
توضأ ثم ذهب للمسجد.. أدرك الركعة الثانية من صلاة المغرب.. بعد الصلاة قام أحد المشائخ وأمسك بمكبر الصوت..
بعد أن أثنى على الله وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم، .. فق أريد من وقتكم خمس دقائق.. بدأ يتحدث عن الطاعة.. وإنها سبب الحياة السعيدة ألم تسمعون قول الله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً) وتطرق لاستقامة الإنسان في الحياة.. وعدد بعض الفوائد الاتجاه إلى الله.. وذكر الرزق.. رفعت رأي لأنظر إليه فهذا ما يهمنى.. تابع تفسير قول الله تعالى: ومن يتق اللهَ يجعل له مخرجاً ويرقه من حيث لا يحتسب) فذكر أن الزرق يأتيك من أبواب لا تطرقها ولا تتوقع أن يأتيك منها.. اكمل الخمس دقائق ووفى بوعده..
وقلت في نفسي ليته أخلف بوعده فحديثه دخل قلبي.. أين أنا من هذه الآيات والأحاديث.. لقد كنت تائهاً لم أعرف الله إلا في هذه الشدة.. الحمد لله أنني عرفته..
آثار في نفسي شجوناً كثيرةً.. فأنا منكسر النفس من الناحية المادية.. وأثارني لقوله أن هذه أسباب المعاصي.. فتذكرت غفلتي..
دمعت عيني.. وتنهدت.. خرجت من المسجد.. ها هو محمد.. دخلنا إلى منزله الله أكبر صديق عمر.. بمعنى هذه الكلمة.. هش لي ورحب بي في وقت هرب فيه كل من حولي.. كيف أولادك.. كيف صحتك.. ما هي أخبارك..
· يا محمد لا تستعجل.. سأخبرك بكل شيء.. طال حديثي وفصلت له كل شيء.. بعد أن انتهيت.. أجابني جواباً أسمعه لأول مرة في حياتي.. هذه رحمة من الله لك..
لقد أكلت من الحرام أكثر من الحلال. وتركت واجباتك الدينية.. وابتعدت عن الله.. لعل في هذا أيقاظ لقلبك.. لتعرف أن المادة لا تعني شيئاً.. بل سيحاسبك الله كما في الحديث يسأل المرء عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به..
ولكن الحمد لله على كل حال.. كم تبقى من ديونك.. سأكفلك في جميع ما تبقى.. وهذا المنزل المجاور لي اشتريته منذ خمس سنين ولقد خرج المستأجر منذ شهرين.. وحلف عليّ أن أسكن به حتى يسر الله أمري.. احتضنته وأنا أودعه..
رجل صالح بمعنى الكلمة.. على خلق ودين..
بعد أسبوع سكنا بجوار محمد.. له مجلس كل يوم اثنين مع بعض الاخوة يقرؤون في بعض الكتب الدينية.. بدأ أبنائي يحفظون القرآن في المسجد مع أولاده.. بدأت أشعر بطعم الحياة.. بدأت أموري تتحسن.. والأهم من ذلك ديني.. وبيتي.. بعد صلاة الفجر أجلس في المسجد حتى تشرق الشمس..
لقد أشرقت شمس الإيمان في داخلي..
(12) الزمن القادم

هــذا توفى النفوسُ مـا كسبـت

ويحصـد الزارعـون ما زرعــوا
إن أحسنــوا أحسنـوا لأنفسهــم

وإن أســاءوا فبئــس ما صنعوا

-------
اشتعل الرأس شيباً..
ها قد شارفت على الخميس..
على الرغم من عشقي للقراءة..
إلا أن الوقت أخذ يضيق بي..
أصبحت مباهج الدنيا تأخذ متعة القراءة مني..
هذا ابن قادم وذاك حفيد لا تمل رؤيته..
حياة تسير على ما أتمناه.
لا يكدر صفوها شيء..
نهاية يوم الخميس حانت..
بعد يوم طويل.. حافل بالزيارات والمرح..
ودعتُ أبنائي وبناتي وأحفادي..
صرخ هاجس في داخلي..
هذه الدنيا عجب..
اجتماع وفرقته..
سيرحل الجميع..
وسيودعون ويودعون..
ستبقى وحيداً..
ما هذه الأفكار..
بسرعة.. تلفت يمنةً ويسرةً..
مجموعة من الكتيبات ذات الحجم الصغير دائماً تقع تحت نظري..
لا شك أن ابنتي الصغرى هي التي وضعتها..
فهي تهديها إلي بين حين وآخر وتُحثّني على قراءتها..
كتاب أذكار الصباح والمساء..
كتاب زاد المسلم اليومي..
ماذا بعد..
هنا كتيب صغير..
لا يتجاوز أربع صفحات..
لا يحتاج إلا لأربع دقائق قراءة..
تناولته.. بسرعة استكملت قراءته..
أصابني الدوار..
هممت بصوت خافت..
لا أغسل..
ولا أكفن..
ولا يُصلى علي..
ولا أدفن مع المسلمين..
ماذا بعد..؟
أنا ابن الخمسين..
هكذا ستكون نهايتي..
لا..
بل هناك المزيد سأعيد لكم القراءة مرة أخرى..
ولكن بالتفصيل..
الكتاب بعنوان:
حكم تارك الصلاة (
[3])..
خلاصته..
أن تارك الصلاة كافر..؟
أبعد هذا العمر.. أوصف بذلك..
صوت بعيد..
ولَم لا؟؟
ألست تارك الصلاة من أحكام.
أولاً: أنه لا يصح أن يزوج، فإن عقد له وهو يصلي، فالنكاح باطل، ولا تحل له الزوجة.
ثانياً: أنه إذا ترك الصلاة بعد أن عقد له فإن نكاحه ينفسخ ولا تحل له الزوجة.
ثالثاً: أن هذا الرجل لا يصلي إذا ذبح لا تؤكل ذبيحته، لماذا؟
لأنها حرام ولو ذبح يهودي أو نصراني فذبيحته يحل لنا أن نأكلها.
رابعاً: أنه لا يحل له أن يدخل مكة أو حدود حرمها.
خامساً: أنه لو مات أحد من أقاربه فلا حق له في الميراث.
سادساً: أنه إذا مات لا يُغسل ولا يكُفن ولا يُصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين إذًا ماذا يصنع به؟
· يخرج به إلى الصحراء ويحفر له ويدفن بثيابه لأنه لا حرمة له. وعلى هذا فلا يحل لأحد مات عنده ميت وهو يعلم أنه لا يصلي ن يقدمه للمسلمين يصلون عليه.
عشت حلم الواقع..
وضعت الكتاب جانباً..
رفعت يدي إلى رأسي.. ضغطت عليه بقوة..
سقطت شيبة..
نظرات إليها.. أبعد هذا الشيب؟ لا أغسل ولا أكفن.. ولا يُصلى عليّ..
هذه نهايتي..
هذا ما جمعته في الدنيا..
الله..
كلمة خرجت بقوة من أعماق قلبي..
أهذه نهايتي..
أين نحن غافلون.. فلا شك أني مقصر.. بل ومفرط.. ولكن خمسون سنة.. ولا أجد ناصحاً.. يقول لي ذلك.. كيف..
· مسئولية من هذه..؟
غسلت الزمن الرديء بدموع التوبة..
عاهدت نفسي أن أكون ناصحاً لكل مخطئ..
نهضت قائماً..
سيصلى عليّ..
وسأدفن إن شاء الله مع المسلمين..


(12) الخاتمة

فلــو أنا إذا مُتنا تُركنــــــا

لكــان المــوت راحـة كل حي
ولكنــا إذا مُتنــا بُعثنـــــا

فنســأل بعده عــن كل شــيء

------

كانت معرفتي به بسيطة.. أحياناً متفرقة، أراه في المسجد وأياماً كثيرة لا أراه.. كنت أسلم عليه بحرارة وكنت في شوق إلى معرفته والتحدث إليه..
عندما انصرفنا من صلاة العصر.. وقفت أنا وزميل لي خارج المسجد نتحدث.. فإذا به قادم.. وسلم على زميلي ثم سلم عليّ.. وبدأ أنهما على معرفة سابقة.. فقد كانا زميلي دراسة..
تجاذبنا أطراف الحديث وطلبت منهما موعداً لزيارتي في منزلي.. فوافقا واتفقنا على الاجتماع بعد صلاة العصر عداً..
سألت زميلي عنه فحدثني بأنه إنسان فيه خير كثير.. فاستفسرت عن سبب غيابه عن المسجد أياماً طويلة خاصةً وأنه جار للمسجد.. فأخبرني أن صديقه هذا له رفقاء سوء في العمل فإذا اتصل بهم تراه يتغيب عن المسجد ولا يحضر للصلاة وتكثير أسفاره..
وتحدثنا طويلاً عن أفضل الطرق لإبعاده عن رفقاء السوء.. طمأنت زميلي وقلت سأحاول إبعاده عنهم قدر المستطاع.. ادع الله أن يعنني على ذلك وسأحتسب الأجر عند الله..
كان الاستعداد للموعد العصر وفرحت به كثيراً لعل الله أن يهديه على يديّ..أخبرت بعض الأصدقاء وقلت لهم نريد أن تبعده عن رفقاء السوء وهذا لا يتم إلا بالتعاون بيننا جميعاً وكسب مودته وحبه لعل الله أن يهديه..
تمت الزيارة في موعدها وحصل ما كنت أريد، فالرجل محب للخير.. قريب للنفس..
تشعب بنا الحديث وكان بعض حديثنا عن الجو الممطر هذه الأيام وأن في منطقة كذا ربيع وأرض خضراء..
شاركنا في الحوار فإذا به صاحب معرفة بالمناطق الخضراء ذات المناظر الخلابة.. فأشار بأن المنطقة الفلانية أفضل من جميع المناطق وذلك لأنها أرض رملية مغطاة بعشب أخضر وبين تلك الكثبان الرملية غدير ماء.. فاتفقنا على الخروج نهاية الأسبوع لهذا الموقع الجميل..
وصمم أن نكون ضيوفه ولكننا رفضنا...
قلنا له نكفي منك الفكرة ومعرفة الطريق.. وبعد مشاورات أصبحت الرحلة مشاركة من الجميع في كل شيء ما عدا الفكرة فهو صاحبها..
جو ربيعي جميل ومنتزه تحفه الرمال من جميع الجوانب..وهذه الروضة وسط الرمال.. من أجمل المناطق.. فعلاً.
· أصبح الرجل يودنا ويحبنا ونشأ بيننا الكثير من المحبة والألفة.. خاصةً أن الرحلات للمناطق البعيدة تعني التقارب بين الجميع.. استمرت صداقتنا مع بعض مدة طويلة وأصبح الخروج إلى البر يتم بدون مقدمات لأننا اتفقنا على الخروج نهاية كل أسبوع..
وأصبح هناك ترتيب لجدولنا اليومي في الرحلة واستفادة من الوقت سواء من ممارسة الرياضة أو من استقطاع وقت للراحة.. وكان هناك درس بعد صلاة الفجر يعقبه آخر بعد صلاة العصر مدته قصيرة.. وعانيت من ذلك معاناة شديدة بسبب هذا الارتباط الأسبوعي للخروج خارج البيت..
فقد كان هذا الوقت بالنسبة لي بمثابة تفرغ كامل للقراءة والكتابة.. إضافةً إلى أنني ألغيت الكثير من ارتباطاتي العائلية.. أصبح صاحبنا محافظاً على الصلاة ودوام على صلاة الجماعة في المسجد بما في ذلك صلاة الفجر وظهرت عليه سيما الصلاح والاستقامة.
وقد كان لارتباطي الخاص به فرصة لقربه مني فقد باح لي بالكثير مما يعانيه من قبل.. ومراحل ضياعه..
حيث كان يتيماً وتربى في بيت جده..
استمرت علاقتنا هذه لمدة شهرين كاملين.. بعدها قدر الله لي أن انتقل من بيتي إلى مكان آخر في أطراف المدينة لقربه من مكان عملي وانقطعت تلك الأيام والرحلات وحتى الاتصال الهاتفي.. لعدم وجود هاتف لديّ..
وقد غبت بسبب ذلك فترة ليست طويلة عن هذا الشخص وحتى عندما اتصل عليه في بيته يقولون غير موجود..
· وسبحان مغير الأحوال فقد أخبرني بعض الزملاء ممن كان يذهب معنا أنه عاد لرفقاء السوء وعاد لبعده عن الله جل وعلا.. وأخذت الأسفار جل وقته..
فقد أهمل عائلته ورجع إلى سالف عهده فترك صلاة الجماعة وبدأ يتراجع إلى الخلف..
بدأ يسمع الأغاني.. ترك حفظ القرآن.. ترك السباب الصالحين.. ترك الكتب القيمة..
تحسرت على ذلك ودعوت الله لي وله.. وحثثت بعض الاخوة على معاودة تلك الرحلات..
بعد مدة هاتفني أحد الزملاء وكان صوته متغيراً.. وأخبرني أن فلاناً توفي..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
ماذا جرى له فمنذ مدة لم أره ولم أجده في بيته فقد اتصلتُ عليه كثيراً.. قال لي أنه سافر إلى شرق آسيا مع رفقاء السوء وتناول جرعة كبيرة..
تناول جرعة كبيرة من مادة مخدرة..
مات هناك وحُمل في تابوت على متن الطائرة العائدة ومعه تقرير يثبت أن وفاته كان سببها تناول المخدرات.
وجلت إيما وجل من سوء خاتمته وأيقنت أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء..
فهو لم يستمر في توبته..
بل رجع إلى ما كان عليه..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
تقلب في حياته من الشر إلى الخير..
ثم عاد إلى طريق الشر وختم له بنهاية سيئة..
قال أهله..
ليته مات بأي شيء إلا هذه الموتة وهذا التقرير..
رفعت يدي إلى السماء ودعوت من كل قلبي..
(يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك).
([1] ) يعني الدنيا.
([2] ) يعني القبر.
([3] ) لفضيلة الشيخ محمد بن عثمين